شيعة العراق يهددون بنقل ثورات الربيع العربى إلى المملكة

شيعة العراق يهددون بنقل ثورات الربيع العربى إلى المملكة

شيعة العراق يهددون بنقل ثورات الربيع العربى إلى المملكة

تواصلت، أمس، تداعيات تفجير مسجد على بن أبى طالب فى منطقة «القديح» بمحافظة «القطيف» السعودية أمس الأول، حيث لوّح زعيم التيار الصدرى العراقى مقتدى الصدر بوصول ثورات «الربيع العربى» إلى السعودية، على خلفية التفجير الانتحارى. وذكر «الصدر»، فى بيان أمس، أن «ما حدث فى القطيف من تفجير ليس الأول، ولا أظنه الأخير، لا سيما مع عدم وجود الرادع الحقيقى من الحكومة السعودية ضد المتشدّدين فى المملكة، بل لا يُستبعد أن يكون هناك أطراف حكومية تُغذّى هذا التطرّف البائس ضد الاعتدال عموماً وضد أتباع المذهب الشيعى خصوصاً، وما يؤيد ذلك هو عدم التوصّل إلى جناة أو عدم البحث عنهم لإقامة اللازم ضدهم، وبالتالى فمن أمن العقوبة لم يرتدع». وأضاف «الصدر»: «أوجه كلامى إلى محبى الاعتدال فى تلك المملكة التى يجب أن تكون أسوة حسنة فى التعايش السلمى بين المذاهب والأديان، لا أن يعيش الأمريكى والأوروبى فيها بسلام، بينما لا ينعم محبو الرسول وآله بقليل من السلام». وحث «الصدر» السلطات السعودية على «السعى الحثيث إلى إيجاد الجناة ومحاسبتهم، وإلا سوف نسعى إلى تدويل تلك الاعتداءات للحفاظ على الدماء الطاهرة، مع إعطاء الفرصة الحقيقية لأتباع المذهب فى حماية أنفسهم ومساجدهم وشعائرهم وإلا ثبت عدم أبوية الحكومة نحو أفراد شعبها». وتابع: «إن كانت السعودية من دعاة الديمقراطية فعليها فتح المجال نحو التعددية وشمول تلك المناطق المتضررة، لا سيما الأحساء والقطيف بالدخول فى العملية الديمقراطية، وإلا ثبت أن لا عدالة»، لافتاً إلى أن «وجود المقدسات فى المملكة لا يعنى عدم وجود ربيع عربى ولا يعنى خضوع المؤمنين أو ذلتهم أمام الإرهاب والعنف والتطرّف، فأذنوا مع تكرار الحادثة بربيع قادم»، على حد قوله. وفى السعودية، أعلنت مصادر أمنية سعودية أن «الانتحارى الذى نفّذ تفجير القطيف هو شاب سعودى الجنسية وليس باكستانياً، كما كان يعتقد ذلك». ومن جانبه، قال اللواء منصور التركى المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية السعودية، لقناة «العربية»، إن «الجريمة الإرهابية تؤكد سعى الفئة الضالة لإثارة الفتنة كما سبق وشهدت بلدة الدالوة من عملية إرهابية مماثلة»، والتى انتهت، حسب ما أكده، إلى القبض على المتورطين فيها كافة. وأضاف «التركى» أن «الجهات الأمنية أحبطت مخططاً إرهابياً آخر لإثارة الفتنة بالقبض على العناصر المتورّطة فيه». وقال: «ما يهمنا الآن هو الوقوف على مخططى ومدبرى هذا العمل الجبان والمتورطين فيه والقبض عليهم». وفيما يخص منفذ الهجوم، الذى كشف «داعش» جزءاً من هويته، وقال إنه يُدعى «أبوعامر النجدى»، ناشراً صورة له وهو مُلثم، فضّل المتحدث الرسمى الانتظار إلى ما تُسفر عنه نتائج التحقيقات وفحص البصمة الوراثية لتحديد هويته. ووصف مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» بمنطقة «الباحة» الشيخ سعيد بن يحيى الزهرانى، ما حدث أمس الأول فى بلدة «القديح» بمحافظة «القطيف»، بأنه «جريمة شنعاء لا يقرها دين ولا عقل ولا خلق». وقال فى تصريح لوكالة «الأنباء السعودية» إن «قتل الأنفس من دون حق ولا سبب شرعى من أكبر الكبائر»، وبيّن «الزهرانى» أن هذا العمل الإرهابى الإجرامى لا يستفيد منه سوى أعداء دين الله، مشيراً إلى أنه يهدف إلى إشاعة الفتنة. وأضاف أن «هذه الأعمال الإرهابية هدفها النيل من وحدة البلاد». أما المواطنون السعوديون، فبمجرد إعلان وزارة الداخلية وقوع تفجير بـ«القطيف»، بدأ المغرّدون السعوديون التعبير عن إدانتهم الهجوم الذى وصفوه بـ«الإرهابى»، وسرعان ما انتشر «هاشتاج تفجير إرهابى فى القطيف»، الذى حصد أكثر من 200 ألف تغريدة. وكتبت الأميرة أميرة الطويل، فى تغريدة: «حسبى الله على من أذى عباد الله فى بيت الله فى ساعةٍ آمنة ويومٍ مبارك، اللهم ارحم عبادك الصالحين واعف عنهم واجعلنا يداً واحدة لمواجهة الفتنة». ولم تخلُ بعض التغريدات من اتهامات وُجهت إلى إيران بالوقوف وراء هذا التفجير، بهدف شق الصف السعودى. وأوضح رئيس الإدارة الإعلامية فى وزارة الخارجية السعودية السفير أسامة بن أحمد نُقلى، أن «الحاسب الآلى لوزارة الخارجية تعرّض لهجمة إلكترونية محدودة»، مؤكداً فى بيان له أمس، أن «وزارة الخارجية شرعت فوراً فى إجراء التحقيقات اللازمة لكشف ظروف وملابسات هذه الهجمة الإلكترونية، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة المختصة بالدولة». وتواصلت الإدانات الدولية للتفجير الانتحارى، حيث سارعت كل الدول العربية والأجنبية بتقديم التعازى لعائلات الضحايا والتنديد بهذا الفعل الشائن، حيث أدان الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية التفجير الإرهابى، معتبراً أن استهداف المساجد والأماكن الدينية من قِبل المنظمات الإرهابية يهدف إلى إشعال نار الفتنة وتهديد وحدة النسيج الوطنى للمملكة العربية السعودية ودول المنطقة. فيما أدان الفريق محمود حجازى رئيس أركان القوات المسلحة، باسم رؤساء أركان الجيوش العربية، حادث «القطيف». وتقدم «حجازى» -فى كلمته أمس فى افتتاح الاجتماع الثانى لرؤساء أركان حرب القوات المسلحة بالدول الأعضاء بالجامعة العربية- بخالص العزاء للشعب السعودى، قائلاً: «نُعلن لكل أعداء الإنسانية من كل قوى التطرُّف والإرهاب، أن مثل تلك الأعمال الإرهابية لن تزيدنا إلا إصراراً على اجتثاث جذور الإرهاب من أوطاننا لتحيا شعوبنا فى أمن وسلام». ووقف الحضور خلال الاجتماع دقيقة حداد على أرواح الشهداء فى الأمة العربية.

التصنيف