"أبوشاهين": آلاف تحت رحمة "الصرف الصناعى"

كتب: أحمد فتحى ورفيق ناصف

"أبوشاهين": آلاف تحت رحمة "الصرف الصناعى"

"أبوشاهين": آلاف تحت رحمة "الصرف الصناعى"

وسط مستنقعات «الصرف الصناعى» يعيش الآلاف من منطقة أبوشاهين فى مدينة المحلة الكبرى، فيما أوشكت منازلهم على الانهيار، بعدما أكلت المواد الكاوية أساسات المنازل، وفشلت كل محاولات الاستغاثة بالمسئولين لإنقاذهم من الموت بمياه الصرف الصناعى، التى «طفحت» فى شوارع المنطقة، ودمرت شبكة الصرف الصحى الخاصة بالأهالى. وشكا سكان المنطقة من تهالك الشبكة، بسبب صرف المواد الكاوية والكيماوية المختلطة بمياه الصباغة فيها، التى يتم تصريفها من مصانع الزيوت والصابون والمصابغ، ما أدى إلى انفجار مواسير الصرف الصحى، غير المصممة على تحمل المواد الكيماوية، فغرقت الشوارع، وتسربت المياه أسفل المنازل والمحال التجارية والمصانع، بصورة أصبحت تمثل خطراً على أرواح المواطنين. كان أهالى المنطقة التابعة لحى أول المحلة، فوجئوا بمياه الصباغة تغرق شوارعهم، مع انبعاث روائح كريهة منها، تسببت فى إصابة الأطفال وكبار السن بأمراض تنفسية، بالإضافة لحصارها السكان داخل منازلهم، مع ارتفاع منسوب المياه فى الشوارع الرئيسية والفرعية لأكثر من نصف متر، وغمرها الجراجات والمحال التجارية منخفضة المستوى. وعقد العشرات من أهالى المنطقة اجتماعاً موسعاً مع ممثلى رابطة أصحاب مصانع الغزل والنسيج، ورئيس مجلس مركز ومدينة المحلة، اللواء ناصر أنور طه، وعدد من أصحاب المصانع والمصابغ، للاتفاق على توحيد الصفوف، والتوصل إلى اتفاق لحل المشكلة، وإعداد مذكرة عاجلة لرفعها إلى محافظ الغربية، المهندس سعيد مصطفى كامل، مع بحث كيفية تطوير شبكة الصرف الصحى والصناعى فى المنطقة، وإيجاد حل بديل لمواجهة الخطر. ومن جانبه، قال الحاج محسن السجينى، صاحب مصبغة، إنه يسعى جاهداً لرفع المشكلة إلى المسئولين، لأنه متضرر منها مثل باقى أهالى المنطقة، مشدداً على تواصله مع سكان الشوارع المحيطة بمصبغته، وأشار إلى أنه دفع ما يزيد على 250 ألف جنيه للمسئولين فى الجهات التنفيذية، فى عام 2009، لتطوير مشروع الصرف الصناعى فى محطة ايجيكو بميدان المشحمة، إلا أنها متوقفة عن العمل رغم تشغيلها تجريبياً منذ أكثر من 5 أشهر، وأضاف أنه تم تشكيل لجنة بالتنسيق مع مسئولى رابطة أصحاب مصانع الغزل والنسيج، لرفع شكوى المواطنين وأصحاب المصابغ إلى مجلس الوزراء، لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لإنقاذ المنطقة من الكارثة. وقالت الموظفة حسناء على، 35 عاماً، من سكان المنطقة، إن «الروائح الكريهة تنبعث من مياه الصرف الصحى المخلوطة بالمواد الكيماوية، ما جعل أبناءنا غير قادرين على الخروج من المنزل، نظراً لغرق الطابق السفلى بالكامل فى المياه التى تنبعث منها الأبخرة السامة، حيث أصيبوا بضيق فى التنفس»، مشيرة إلى نقل عدد من جيرانها المصابين بأزمات تنفسية إلى قسم الطوارئ فى مستشفى المحلة العام، لتلقى جلسات علاج استنشاق. وأوضح على محمد، 22 عاماً، من شباب المنطقة، أنه «لم تمر سوى فترة قصيرة على رصف شوارع المنطقة، حتى انفجرت الأزمة، ودمرت المواد الكاوية معالم الأسفلت»، مشيراً إلى أن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى مكتب رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، ووزير الإسكان والمرافق، الدكتور مصطفى مدبولى، عبر فاكسات أو تلغرافات رسمية، دون جدوى. وكشفت مصادر فى الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى والصناعى بالغربية، عن أن محطة الصرف الصناعى، التى نفذتها شركة إيجيكو للإنشاءات الهندسية، غير مطابقة للمواصفات، رغم تمويلها من وزارة الإسكان، بموجب منحة يابانية، بهدف خدمة سكان المدينة العمالية، موضحة «رغم افتتاحها رسمياً منذ أكثر من 5 أشهر، بحضور وزير الإسكان، فإنها لم تدخل الخدمة حتى الآن، بسبب رفض المسئولين استلامها». ومن جهته، أصدر المحافظ سعيد كامل تعليمات إلى رئيس مجلس المدينة، بضرورة الدفع بسيارات شفط المياه إلى المنطقة، بصورة دورية، للحفاظ على مصالح المواطنين، وحل المشكلة جزئياً، لحين عرض الأزمة فى اجتماع مجلس المحافظين المقبل، الذى يحضره رئيس الوزراء.

التصنيف