السباحة فى الصرف الصحى حصرياً بـ"السد العالى شرق"

السباحة فى الصرف الصحى حصرياً بـ"السد العالى شرق"
يعيش سكان منطقة السد العالى شرق معاناة يومية بسبب تجاهل الحكومة لمشاكل المنطقة التى غرقت شوارعها الرئيسية فى مياه الصرف الصحى، علاوة على انعدام الخدمات الصحية، وانتشار الظلام فى شوارع المنطقة القريبة من أكبر مصدر للطاقة الكهربائية فى مصر. «إحنا منسيين ومش عارفين إحنا تبع مين ونروح فين بعد ارتفاع المياه لأكثر من 30 سم لأكثر من شهرين فى الشارع الرئيسى المؤدى لحى السلام بالسد العالى شرق وأسفل الكوبرى، وخايفين من كارثة انهيار الكوبرى الذى يمر فوقه القطار»، كلمات عبر بها عبدالله عطية، الرجل الخمسينى من أهالى منطقة السد العالى شرق، عن معاناتهم اليومية عقب تدفق المياه وارتفاعها بصورة كبيرة أسفل كوبرى السد العالى شرق، الذى يبعد أمتاراً قليلة عن محطة سكك حديد السد العالى، وكذلك ميناء السد العالى شرق، وتابع «عطية»: «منطقتنا تبع أى حى شرق ولا جنوب، ولا إحنا مش تبع حد؟ لأن مفيش خدمات فى السد العالى شرق، فالصرف الصحى والقمامة فى كل الشوارع لدرجة إن الأهالى يقومون بحرقها مما قد يؤثر على صحة المواطنين بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة».
وأضاف «عطية» أن الخدمات الصحية منعدمة، لافتاً إلى اضطرارهم للسفر إلى مستشفى الجامعة فى حالة وقوع حوادث طارئة أبسطها لدغات العقارب، وهو ما يكلف المريض نفقات سفر تزيد على 100 جنيه ذهاباً وإياباً، واستطرد قائلاً: «فى يوم ابنى محمد جالو التهاب فى المعدة، ملقيناش حد يسعفه فى مستشفى التكامل بالسد وقالوا لا يوجد طبيب ليلى، وحالات الطوارئ لازم تروح المستشفى الجامعى، المحافظ بيزور ميناء السد العالى، عن طريق جسم السد العالى ويعود من نفس الطريق، لأنه طريق نظيف لكن الغلابة اللى زينا ليهم رب كريم».
فيما عبرت الدكتورة رحاب مكى، مدير مستشفى التكامل بالسد العالى، الذى يضم مستشفى النفسية وعلاج الإدمان، عن استيائها من تدنى مستوى الخدمات بسبب ارتفاع مياه الصرف فى الطريق الرئيسى للمستشفى، لافتة إلى أن سائقى السيارات يرفضون توصيل المرضى للمستشفى ويضطر ذووهم إلى حمل المرضى مترجلين فى موقف غير حضارى، وحملت المسئولية لشركة المياه.
وأضافت أن مياه الصرف الصحى فى الشوارع القريبة من المستشفى تسببت فى انتشار الناموس والحشرات، ما يكلف المستشفى مبلغاً مالياً شهرياً لرش الناموس عن طريق وحدة الملاريا بمديرية الشئون الصحية بأسوان، علاوة على أن الطريق المؤدى للمستشفى مظلم تماماً، ومسئولى الكهرباء وصيانة الأعمدة يتكاسلون عن القيام بأعمال الصيانة، رغم أن الأعمدة تعمل بالخلايا الشمسية إلا أنها تعمل لساعات قليلة وتظلم بعد العاشرة مساء.
وقال بسة عزيز جرجس، 42 سنة، ترزى ومقيم بمستعمرة السكة الحديد بالسد العالى، إنه رغم قربنا من أكبر مصدر للطاقة الكهربائية فإننا نعانى من ضعف التيار الكهربائى ونضطر إلى استخدام جهاز تنظيم الكهرباء، وتابع: «يادوب بنشغل التليفزيون والمراوح، وكمان القمامة منتشرة بالقرب منى، ومع انتشار الرائحة الكريهة يحرق الأهالى القمامة بصورة متكررة، وهو ما يعرضنا للمرض، ومنها أيضاً أنه فى حال وجود رياح من الممكن أن تتطاير الأوراق المشتعلة وتصل إلى بعض المخازن القريبة والمولدات الكهربائية بالمنطقة، وما نتمناه نظرة صادقة من المسئولين بالمحافظة تؤكد أنهم يعتبروننا مصريين».
من جانبه، أكد المهندس جمال أحيد، رئيس مجلس إدارة شركة المياه والصرف الصحى بأسوان، أن رجال الشركة يقومون على فترات بسحب المياه من خلال سيارات «الكسح» وسيتم تشكيل لجنة فنية متخصصة لمعرفة أسباب ارتفاع المياه ومصدرها وحل المشكلة جذرياً.