الباعة الجائلون يعودون للعتبة: "على جثتنا نسيب الميدان"

ساعات قليلة قضاها بعيداً عن مكانه المخصص بميدان العتبة، عقب حملة إخلاء الباعة الجائلين التى قادتها الأجهزة الأمنية والتنفيذية بمحافظة القاهرة، هدنة قصيرة اتخذها فى بعض الشوارع الجانبية ليعود بعدها إلى المكان نفسه، «الحتة دى بتاعتنا العمر كله، والمحافظة موفرتش سوق بديل زى الترجمان وأحمد حلمى لبتوع رمسيس ووسط البلد». أحمد محمد خليل، صاحب فرشة للشرابات والكرافتات، يقف ينادى على بضاعته أمام إحدى بوابات الخروج لمحطة مترو العتبة، فيباغته أحد المارة بسؤاله: «هو انتوا لحقتوا ترجعوا تانى؟»، ليرد عليه الرجل الأربعينى: «أسيب مكانى علشان حد تانى ياخده، ده على جثتى»، مشيراً إلى أن رئيس حى الموسكى حاول أن يقنعه ضمن عدد آخر من الباعة، لكن المشاورات كان مصيرها الفشل: «قلنا لرئيس الحى يوفر مكان بديل، واحنا نروح فيه.. لكن غير كده مش هنمشى»، مضيفاً فى حدة: «عندى 3 عيال، مين هيأكلهم.. المحافظة ولّا الحكومة؟». الحال لم يكن مختلفاً لدى كرم العيسوى، صاحب فرشة للنظارات الشمسية والطبية، الذى عاد للميدان بعد ليلتين من حملة الإزالة، فيقول: «إحنا بنقف بالساعات علشان نكسب 10 جنيه بالحلال، ونأكل ولادنا، الحكومة بتجرى ورانا ولا كأننا تجار مخدرات»، موضحاً أنه اتجه للبيع بمناطق أخرى، لكن مكسبه تأثر بصورة كبيرة. العميد أحمد عبدربه، رئيس حى الموسكى، قال إنه قام بجولات تفقدية لمتابعة إزالة الإشغالات العائدة فى نطاق الحى، حسب قوله: «اتكلمنا معاهم بالرفق، وحرصنا على إن ميكونش فيه عنف»، مضيفاً أنه يجرى التنسيق مع محافظة القاهرة لتوفير بديل دائم لحل المشكلة من جذورها، حسب وصفه.