أقدم خياطة فى الإسكندرية: يوم ما البنات لبست "بناطيل".. الأناقة اختفت

أقدم خياطة فى الإسكندرية: يوم ما البنات لبست "بناطيل".. الأناقة اختفت
عادت بذاكراتها إلى سنوات بعيدة، إلى ثلاثينات وأربعينات القرن الماضى، عندما كانت أشهر خياطة فى الإسكندرية، خاصة فى منطقة بحرى، كانت «سعاد سمير» الشهيرة بـ«أولجا» ذات خبرة كبيرة وتمتلك ماكينة خياطة، وكانت تذهب إلى البيوت وتقوم بتفصيل المفروشات وملابس المنازل والفساتين والبدل للأهالى، أغلب روادها كان من سيدات المجتمع الراقى وبنات المنطقة والمناطق المجاورة، والآن بعد أن بلغت الـ89 من عمرها تركت المهنة التى لم تعد تحظى بأى إقبال، وتعيب على فتيات الجيل الحالى ارتداء البنطلونات وبُعدهن عن الأنوثة. «أنا كنت أشهر من النار على العَلم، ورثت المهنة عن أمى، كان عندنا مشغل لتعليم الفتيات أساسيات المهنة، ومفيش بنت من بنات المدينة عايزه تجهز ملابس زفافها بطريقة عصرية إلا وتيجى لنا».. قالتها «أولجا»، موضحة أنها كانت تستعين بتصميمات من مجلات أجنبية تشبه فساتين الفنانين والأمراء والملوك، وكانت تطلب من ابن جارتها الذى اعتاد السفر إلى الخارج، إحضار أكبر عدد من المجلات لتصمم الموديلات لزبائنها على أحدث موضة. أبرز ذكريات «أولجا» فى المهنة كان استخدامها لقماش المظلات المنتشر فى الشوارع أثناء الحرب العالمية الثانية كـ«مخلفات حرب»، وكانت تصنع منه ملابس جاهزة على أحدث الصيحات العالمية، لاقت رواجاً كبيراً بين السيدات. وقالت «المقص دار»، إن السكندريين شعب مثقف ومتحضر، يستغلون كل ما هو متاح بالبيئة المحيطة بهم ويفيدهم ويعيدون تصنيعه ووضع لمساتهم السحرية عليه. مضيفة أنها كثيراً ما كان يحضر إليها زوجات البهوات والبشوات قبل انتهاء الحقبة الملكية من مصر، وخلال تلك الفترة كانت مصر من أحسن دول العالم.