حينما ترى «CNN» بعين «موشى ديان» فإننا نقول لها (STOP)
أسهل شىء هو «التشكيك»، «التلاعب» من أهم صفات المتلوِّن، «الهروب من المواجهة» حل فى يد غير الواثق من نفسه ومن كلامه ومن صحة موقفه، «عدم الحياد» يكشف صاحبه ويجعله مَوتوراً ومُهتزاً وعيناه تُكذبه.. فى الإعلام نقول: نحن نصنع الحدث ولكن لديهم يقولون: نحن نقول أخباراً كاذبة عن مصادر مجهولة ونُلَفِّق الاتهامات والهدف يتحقق من كثرة الفبركات الإعلامية.. هذا بالضبط هو حال الـ(CNN)، فمِن تشكيك إلى تلاعب إلى الهروب من المواجهة إلى عدم صحة موقفها إلى عدم الحياد إلى التلفيق والفبركة والأكاذيب.
أقول هذا بمناسبة سَير الـ(CNN) فى غيّها وأغراضها الخبيثة ضد «مصر» وتغطيتها الإعلامية غير المبررة وغير المهنية وغير الأخلاقية، وبكل هدوء نقول: إلى متى ستظل (CNN) ترى بعين واحدة؟ إلى متى ستظل ترى بعين «موشى ديان» وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣ الذى كان يرى بعين واحدة فقط، بمعنى أنه لماذا لا تقول الحقيقة كاملة وغير منقوصة؟ هل تعودت على الأكاذيب أو نقل نصف الحقيقة؟ نعم هى كذلك.
إيه الحكاية؟، الحكاية أن «CNN» سلكت خلال الفترة الأخيرة مَسلكاً ضالاً وبأسلوب ضال وبإعلام أقل ما يمكن وصفه بأنه «إعلام ضال»، إعلام ضل الطريق نحو الحقيقة، إعلام عار على المهنة، فهى ارتمت فى أحضان إسرائيل وتدافع عن المحتل بأى طريقة وفى كل الأوقات وهى تعلم أنها تكذب ولا تقول الحقيقة بل تُلقى الاتهامات الباطلة على الأطراف الأخرى ومنها «مصر»، رغم أن «مصر» بذلت كل ما فى وسعها لإنجاح المفاوضات ولإحداث توافق بين الإسرائيليين وحركة حماس.
لن يُصدق أحد الـ(CNN) حينما تتهم مصر بأنها السبب فى إفشال مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس، لن يُصدق أحد الـ(CNN) حينما تقول عن مصر إنها قدمت مقترحات مُتناقضة للجانبين، ولن يُصدق أحد الـ(CNN) حينما تقول إن مصر لم تُطلِع الجانب الأمريكى على التعديلات فى المفاوضات الأخيرة.. لن يُصدق أحد الـ(CNN) وأكاذيبها عن مصر لأن مصر لم تفعل ذلك مطلقاً ولأن دول العالم بأكمله أشادت بالدور المصرى ليس فى المفاوضات فقط ومحاولاتها المستميتة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين الإسرائيلى والحمساوى، وإنما فى تقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء المغلوبين على أمرهم فى قطاع غزة، فالعالم الذى ظل يُشيد بالدور المصرى منذ (٢٢٦) يوماً ولن يغير وجهة نظره عن جهود مصر من خلال تقرير كاذب فى الـ(CNN).
تعلم (CNN) أنها تُلفِّق الأكاذيب عن مصر وأنها روّجت لشائعات ونسبتها لمصادر مجهولة، وهذه جريمة فى عُرف الإعلام بل هى خطيئة كبرى لن يغفرها لها أحد، الأمم المتحدة فى بيان رسمى صادر عنها أشادت بالدور المصرى فى المفاوضات، الرئيس الأمريكى جو بايدن أشاد بالدور المصرى علناً فى المفاوضات وخلال مؤتمر صحفى عالمى، كل المسئولين الأمريكان أشادوا بالموقف المصرى كوسيط للمفاوضات، على الـ(CNN) أن تُراجع نفسها وتراجع سياستها وتراجع الأشخاص القائمين على التحرير بها لأن نهجها يسىء لتاريخها الإعلامى الطويل بل يهدم هذا التاريخ الإعلامى الطويل وعليها الاعتذار للخروج من المأزق الشديد الذى وُضعت فيه، فليس عيباً أن تعتذر عن تقرير أو خبر لكن العيب التمادى فى الكذب والتلفيق، وأعتقد أنها ستعتذر لأنها تعلم أنها أخطأت فى حق مصر.. فى انتظار اعتذار صريح من الـ(CNN) لمصر وإلا سنقول على الـ(CNN) السلام وسنهتف بصوت عالٍ وسنقول: تسقط CNN وليسقط الإعلام الذى تُقدمه وليسقط تاريخها.