فقدان الشغف
قد يصحو البعض من النوم متثاقلا بطئ الحركة فاقد الحماس لممارسة أي نشاط أو الذهاب إلى العمل أو اصطحاب أولاده إلى المدرسة.
وحتى أثناء العمل قد يسرح أحدهم في التفكير ويفقد الرغبة في استكمال ما بدأ وربما يحب أن يغادر عمله مبكرا وبعد أن يغادر لا يعرف إلى أين الاتجاه أو الطريق، وإذا سأله صديق أو زميل عن حاله لا يعرف الإجابة، لأنه ببساطة ليس لديه إجابة، كل ما يعرف أنه فاقد الشغف.
الشغف هو الشعور بالحماس للقيام بالأعمال وممارسة الأنشطة التي نحبها وهو داقع قوي يجعلنا نواصل حياتنا شاعرين بالاندفاع والاستمتاع والشعور بأننا نساهم في تقديم مساهمة ذات قيمة في الحياة لنا ولغيرنا ويزيد ذلك من قدرتنا على تجاوز العقبات التي يمكن أن تظهر لنا ومن خلال الشغف ووهجه يمكننا المواصلة والسعي لتحقيق ما بدأناه.
يعرف الشغف بأنه ميل قوي نحو أنشطة الحياة وحب هذه الأنشطة التي يقضي فيها الإنسان وقته ويستثمر جهده، قد يكون ذلك عملا أو دراسة أو رياضة أو عزف موسيقي أو رسم أو تمثيل أو أي نشاط اجتماعي تطوعي أو غير تطوعي.
وعندما يشغف الإنسان بأمر ما فإنه يستمتع بما يعمل وبما يمارس وبعد فترة لا يكون شغفه او نشاطه منفصلا عنه إنما يصبح جزء منه ومن شخصيته ويتجذر في هويته التي يعرفها ويراها الناس.
وقد يزيد الشغف عند البعض إذا ما ولعوا بأمر ما كأن يكون الشخص مخترعا أو أثريا كاشفا للخبيئات والمقابر الأثرية أو متحمسا لإثبات أسطورة أو نظرية ما، وهو ما يعتبره البعض نزعة نفسية قد تكون إيجابية غالبا أو سلبية أحيانا.
لكن الإنسان الشغوف يشعر بالسعادة إذا ما نفذ ما يرضي شغفه سواء كان ذلك خطوة في طريق طموح يحققه أو نيل شهادة معتبرة أو ترقية في مجال عمله.
لكن إذا كان شغف أحدهم عشوائيا ولا يستطيع أن يحدد بوضوح مسار ما شغف به فإنه يصاب بالإحباط وينقلب الشغف في حالة فقدانه إلى إحباط ويأس من تحقيق أي رغبة أو خطوة للإمام.
ينطبق ذلك على كل المجالات، فالشخص الذي يعاني من مشاكل في العمل يفقد شغفه بالعمل وتتحول حياته إلى جحيم، والشخص الذي يعاني من مشاكل عائلية يفقد الأمل في أن يعيش في سعادة، وينطبق ذلك على كل ما ينشر رؤية ضبابية أمام الشخص فتسوء حالته النفسية وتتدهور معنوياته ويعيش ألما يتمنى إذا زاد أن تنتهي حياته التي لا طائل من ورائها ولا معنى لها.
علينا أن نقاوم ضعف شغفنا بما نحب، فالشغف ضروري لتحقيق الإنجازات الشخصية والعامة وهو المحرك للطاقات الدفينة، ويمكنه أن يزود الإنسان بما يحول دون تعبه وملله.
حاول أن تحتفظ بشغفك وحماسك للحياة لكي تستطيع مواصلة العيش بدون إحباط أو يأس.