الرفق بالحيوان

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

تختلف معاملة البشر للحيوانات من دولة لأخرى، رغم أن كل الأديان وكل مبادئ الأخلاق تحض على ضرورة معاملة الحيوان برفق ومساعدته على الحياة لأنه لا يملك ما يمكنه من بناء حياة مريحة له. كان الحيوان في الماضي يتعامل مع أمثاله في الغابات أو الجبال وكان يسود العنف والقتل بينهم ويحسم القوي جولات العراك ليوفر طعامه ويأمن خصمه. بعد أن ألف الحيوان الإنسان وصار بعض الحيوانات يعيش مع البشر حتى داخل البيوت، صار من المحتم أن يكون الإنسان مسئولا عن رعاية الحيوان فإذا جاع أطعمه وإذا مرض عالجه خاصة في ظل توافر إمكانيات كبيرة للعلاج وللطعام.

من المؤسف أن أشاهد في بعض المناطق أن بعض بني آدم يقسون على الحيوان بدون مبرر على سبيل المثال أمر على مكان لانتظار سيارات الميكروباص قرب موقف عبود فأجدهم ربطوا عدد من الكلاب بسلاسل غليظة ليظلوا بدون طعام وقتا طويلا وأحيانا بدون ماء. اتوقف وأطلب منهم فك رباط الكلاب وإطلاق سراحهم لأن وجودهم بدون مبرر فهم لا يمارسون الحراسة لأنهم مربوطين وفي نفس الوقت أنتم لا تتركونهم أحرارا فيبحثون عن طعام وشراب.

في كل مرة لا أجد مبررا لتعنتهم وتمسكهم بالقسوة على الكلاب. تواصلت مع بعض المعارف لكي يرسلوا بعض أعضاء جمعيات الرفق بالحيوان لكي يمارسوا اختصاصهم ويطلقوا سراح الكلاب ولكن لم يستجب هؤلاء ويبدو أن البعض من ممارسي أو مدعي ممارسة الرفق بالحيوان نوعا من التجارة أو المظهرة لجمع الأموال.

لا بد أن هناك تفسيرا لهذه القسوة وتلك اللامبالاة أمام حيوان يتألم ويسجن بدون مبرر وكبلا بسلاسل تناسب ديناصور كاسر يجب إيقافه والسيطرة عليه. لا بد من دراسات في مراكز البحوث لمعالجة قسوة الأطفال ضد القطط وبعد أن يكبروا يمارسونها ضد الكلاب وليست الكلاب مسعورة أو تخيف الناس.

إن ممارسة القسوة ضد الحيوان لها جسور نفسية داخل من يمارسها ولابد ان نلتفت إلى خطورة هذه الظاهرة التي تنعكس بالضرورة على الإنسان أيضل فتمارس ضده القسوة من هؤلاء الذين يفتقدون الرحمة ضد كائنات ليس لها ذنب إلا أنها وجدت بيننا.