«الإحصاء الفلسطيني» يكشف أرقاما صادمة في ذكرى النكبة: 134 ألف شهيد في 76 سنة

كتب: أحمد البهنساوى

«الإحصاء الفلسطيني» يكشف أرقاما صادمة في ذكرى النكبة: 134 ألف شهيد في 76 سنة

«الإحصاء الفلسطيني» يكشف أرقاما صادمة في ذكرى النكبة: 134 ألف شهيد في 76 سنة

استعرض الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني برئاسة الدكتورة علا عوض، أوضاع الشعب الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق الإحصائية والمعطيات التاريخية والحالية في الذكرى 76 لنكبة فلسطين، الذي يحل 15 مايو كل عام، موضحة أنّ الذكرى الـ76 للنكبة، شهدت تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 10 مرات.

تطهير عرقي مستمر وإحلال سكاني وسيطرة على الأرض

وقالت رئيسة جهاز الإحصاء الفلسطيني في التقرير الذي حصلت عليه «الوطن» على نسخة منه، إنّ أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير، كانت مأساة كبيرة للشعب الفلسطيني، حيث جسدت النكبة ولا تزال التطهير العرقي بأبشع صوره، نظرا لما صاحبها من طرد لشعب بأكمله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وجرى تشريد أكثر من مليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948. 

وتابعت رئيس الجهاز: «من بين مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يقيمون في 1300 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948 تم تهجير مليون مواطن إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلا عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1948، حيث سيطر الاحتلال الإسرائيلي على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها تم تدميرها بالكامل، فيما تم إخضاع المتبقية إلى كيان الاحتلال وقوانينه».

وأضافت: «صاحب عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الإسرائيلية أكثر من 70 جريمة حرب بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والتي تصاعدت بوتيرة أشد خلال العدوان الحالي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر2023.

عدد شهداء فلسطين والعرب منذ النكبة

وأوضح الجهاز في تقريره: «بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) أكثر من 134 ألف شهيد، وبلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى 30 أبريل 2024 نحو 46 ألفا و500 شهيد، فضلا عن نحو 35 الف شهيد خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 7 مايو الجاري، منهم أكثر من 14 ألفا و873 طفلا و9 آلاف و801 امرأة، إلى جانب أكثر من 141 صحفيا، إضافة إلى أكثر من 7 آلاف مواطن في عداد المفقودين معظمهم من النساء والأطفال، وفق سجلات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة».

وبخصوص الضفة الغربية، أكد الجهاز سقوط 492 شهيدا بها منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

تواصل التوسع الاستعماري للاحتلال الاسرائيلي

ولفت التقرير إلى أنّ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية بلغ في نهاية 2022 نحو 483 موقعا، تتوزع بواقع 151 مستعمرة و25 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و163 بؤرة استعمارية، و144 موقعا مصنفا آخر، وتشمل «مناطق صناعية وسياحية وخدماتية ومعسكرات لجيش الاحتلال».

وفيما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية، بيّن التقرير أنّ العدد وصل إلى 745 ألفا و467 مستعمرا في نهاية 2022، وتشير البيانات إلى أنّ معظم المستعمرين يسكنون محافظة القدس بواقع 336 ألفا و272 مستعمرا (يشكلون ما نسبته 45.1% من مجموع المستعمرين)، منهم 246 ألفا و990 مستعمرا في منطقة J1 (تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي اليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967)، يليها محافظة رام لله والبيرة بواقع 149 ألفا و143 مستعمرا، و98 ألفا و384 مستعمرا في محافظة بيت لحم و53 ألفا و455 مستعمرا في محافظة سلفيت.

أما أقل المحافظات من حيث عدد المستعمرين، أورد التقرير أنّها محافظة طوباس والأغوار الشمالية بواقع 2,717 مستعمرا، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية نحو 23 مستعمرا مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس نحو 69 مستعمرا مقابل كل 100 فلسطيني، وشهد العام 2023 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية حيث صادقت سلطات الاحتلال على العديد من المخططات الهيكلية الاستعمارية لبناء أكثر من 18 ألف وحدة استعمارية في جميع أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس.

30 مليار دولار خسائر أولية للعدوان على غزة

أكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنّ الاحتلال الإسرائيلي دمّر أكثر من 31 ألف مبنى، وتضرر نحو 89 ألف مبنى بينها 104 مباني تابعة للأمم المتحدة، كما دمر الاحتلال أكثر من 300 ألف وحدة سكنية والتي تمثّل نحو 70% من الوحدات السكنية في قطاع غزة.

وتابع جهاز الإحصاء الفلسطيني بأنّ الخسائر الأولية المباشرة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بنحو 30 مليار دولار وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي. 

أزمة تهدد حياة السكان في غزة

وأكد التقرير أنّ سكان قطاع غزة يفتقرون لأساسيات الحياة من مسكن ومأكل ومياه، حيث إشارت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إلى أنّ ما لا يقل عن 70% من سكان قطاع غزة معرضون لخطر المجاعة، ما يعني أنّ سكان قطاع غزة يعانون من جوع كارثي، وهذا يشير إلى أنّ قطاع غزة يعتبر الآن من أكثر المناطق مجاعة في العالم، وتشير البيانات إلى أنّ 90% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 23 شهرا والنساء الحوامل يواجهن نقصًا حادًا في المواد الغذائية، حيث فقد أكثر من 30 فلسطيني حياته بسبب الجوع والجفاف معظمهم من الاطفال.


مواضيع متعلقة