الأنفاق .. العمل مستمر بـ«معدلات أقل»
![الأنفاق .. العمل مستمر بـ«معدلات أقل»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/45767_660_1549475.jpg)
قالت مصادر عاملة بالأنفاق الأرضية المشتركة بين مصر وقطاع غزة: إن الأنفاق ما زالت تعمل الآن حتى بعد حادث الهجوم على مفتش الأمن العام بالعريش بشكل متفاوت وأقل بكثير من معدل التهريب فى الشهور الماضية.
وأكد «أ. ح»، عامل فى أحد الأنفاق من الجانب المصرى بمدينة رفح الحدودية، أن عمليات التهريب وتدفق البضائع إلى قطاع غزة قلت بكثير عبر الأنفاق، عما كان عليه الوضع قبل الاستهداف الإرهابى لجنود الجيش فى رفح، فى شهر رمضان الماضى.
وأوضح أن كافة البضائع التى تدخل إلى غزة حالياً انحصرت فى مواد البناء من أسمنت وزلط وحديد، مضيفاً: «إحنا دلوقت يادوب الأنفاق بتجيب مصروفنا اليومى فقط، مش زى البداية»، موضحاً «كنا فى السنوات السابقة بناخد 100 دولار فى يومية العمل أما الآن فلا نحصّل 20 دولاراً».
وأضاف العامل: «الإعلام بينقل عنا صورة مش كويسة، بأننا إرهابيين وبنخرب مصر، بس إحنا مجرد عمال بنشيل البضائع وبننقلها داخل النفق علشان أكل عيشنا ونعرف نعيش ونبعد عن المخدرات والحرام.. وأصلاً محدش مهتم بينا ولا عندنا وظائف، وأنا عن نفسى مخلص كلية تجارة!».
وبسؤاله عن أنفاق دخول الأفراد قال: «المخابرات صعبة اليومين دول وبتقفل أى نفق بيدخل أفراد.. حتى قفلوا أكبر نفق مشهور فى دخول الأفراد منه فى حى البراهمة».
من جهته، قال صاحب أحد الأنفاق من الجانب المصرى، رفض ذكر اسمه: «انتهى عصر الربح الذهبى فى الأنفاق.. دلوقت كل يوم بنخسر بسبب تشديد الجيش من ناحية وانهيار الأنفاق من ناحية، ورفع الضرائب على البضائع من حكومة حماس من ناحية أخرى».
وأضاف: «أنا كنت فى البداية بكسب بأرقام كبيرة.. لكن دلوقت كل اللى كسبته حطيته فى الأنفاق فى التصليح والصيانة والخسائر»، مؤكداً أن عملهم الآن منحصر فى إدخال الأسمنت والزلط، لافتاً إلى أن هذه البضائع لا تضيف لهم إلا مجرد مبالغ رمزية».
وبسؤاله عن أسباب امتناعه عن التوقف طالما هناك خسارة قال: «نعمل إيه طيب من فين نجيب شغل ونصرف على أنفسنا، الدولة مش راضية تخلينا نعمل مشاريع، وكل حاجة ممنوعة وكل حاجة بتراخيص، وفى الآخر يقولولنا مناطق جيش مينفعش».
وتقول الناشطة السيناوية، منى برهوم، من مدينة رفح الحدودية: إن الأنفاق هى السبب الرئيسى فى تدهور الأوضاع الأمنية فى سيناء عامة وفى رفح خاصة تحت دعوى كسر الحصار على قطاع غزة، على حد قولها.
مضيفة: «الأنفاق عادت علينا بالسلب أكثر من النفع، وحتى النفع قد كان لأفراد وشريحة مجتمعية بعينها وليس لكافة أهالى سيناء».
وأكدت برهوم أن بقاء الأنفاق سيعمل على ضياع سيناء.
ويقول حسن حنتوش، من أهالى مدينة الشيخ زويد، إن الأنفاق لها شق إيجابى وشق سلبى، لافتاً إلى أن الشق الإيجابى أقل بكثير من الجانب السلبى، حيث عملت الأنفاق على توفير فرص عمل مؤقتة لمئات من أهالى المناطق الحدودية وطفرة من بناء منازل جديدة واتجاه أصحاب الأنفاق إلى شراء بعض الأراضى وزراعتها فضلاً عن توفير فرص معيشة للشباب العاطل، إلا أن الجانب السلبى كان متمثلاً فى انعدام الأمن وزيادة معدلات الاحتقان بين العائلات، على حد قوله.
ومن الجهة الفلسطينية قال ماهر أبوصبحة، مدير المعابر الفلسطينية فى حكومة حماس: «إن الأنفاق وجدت لسد احتياجات الأهالى وكسر الحصار على قطاع غزة فى ظل تشديد الحصار على القطاع».
من جهته، قال مصدر فلسطينى فى حكومة حماس: إن معدل الأنفاق التى تعمل حالياً قلت بكثير مقارنة بعدد الأنفاق التى كانت تعمل فى عام 2009، حيث وصل عدد الأنفاق العاملة فى ذلك الوقت إلى 850 نفقاً، فى حين لم يعمل الآن إلا 50، أغلبها مخصص فى مواد البناء فقط.
وقال إبراهيم أبوشعر، باحث فلسطينى، إن الأنفاق تحولت إلى تجارة وليست مجرد كسر الحصار، حيث يعمل فى هذه التجارة أكثر من 10 آلاف فلسطينى ومصرى، ومنهم عدد كبير ممن ليس له عمل بديل عن هذه المهنة، لافتاً إلى أن إغلاق الأنفاق بدون توفير فرص عمل بديلة ومعبر تجارى سيزيد الاحتقان والمشاكل فى الجانب المصرى والفلسطينى أكثر من الوقت الحالى.
الأخبار المتعلقة:
سيناء التى تتمزق
هنا «أرض الانفلات»: الأمن غائب. والفوضى حاضرة
نشطاء العريش: الحكومة مسئولة عن العمليات الإجرامية.. ويجب تعديل «كامب ديفيد»
قيادى بـ«السنة والجماعة»: شاهدت جنوداً يطالبون بعودة «مبارك»
هنا مكان حادث سيناء: شؤم على قوات الأمن.. والأهالى: الحوادث مدبرة لعودة الفوضى
اللواء عصمت مراد: لا يمكن تخصيص «كوتة» لأبناء سيناء فى الكلية الحربية