قيادى بـ«السنة والجماعة»: شاهدت جنوداً يطالبون بعودة «مبارك»
قال الشيخ محمد عدلى، أحد قيادات السنة والجماعة فى مدينة العريش: إن العمليات التى تشهدها سيناء منذ شهر رمضان الماضى تهدف إلى إفشال الرئيس محمد مرسى فى أداء مهامه، وإنه رأى بعينيه أعدادا كبيرة من الجنود خلال اعتصام أمناء الشرطة عقب وقوع الحادث الأخير الذى راح ضحيته 3 جنود، يطالبون بعودة مبارك مرة أخرى للحكم. وأضاف أن استهداف مفتش الأمن العام فى محافظة شمال سيناء يثير العديد من علامات الاستفهام. ووصف العملية بالمدبرة بشكل ممنهج وعلى مستوى عالٍ من التخطيط، وتساءل: كيف حدد المهاجمون موقع وخط سير المفتش العام؟ وهل يستطيع عناصر الأمن حماية الأهالى فى الوقت الذى لا يستيطعون فيه حماية أنفسهم؟ قائلاً: «القوات هنا غير مؤهلة لحماية أنفسها قبل أن تكون مؤهلة لحماية المواطنين وتعيش حالة من التراخى».
وشدد عدلى على أن الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة تمثل خطرا حقيقيا على الأمن القومى المصرى، قائلاً: «وجود تلك الأنفاق ساعد فى خلق الكثير من المشكلات لسيناء، من عمليات التهريب، ودخول عناصر خارجية كثيرة تساعد على زعزعة الأمن فى الداخل، فنحن كأهالى سيناء طالبنا كثيراً من قبل بغلق الأنفاق نهائياً، وإقامة سوق حرة لتمويل أهالى غزة بكل احتياجاتهم، ولكن لا حياة لمن تنادى، الخطر الحقيقى يأتى من جانب إسرائيل، وانتهاء المشكلات والخطر الذى يهدد الأمن لن يتحقق إلا بإغلاق الأنفاق بالكامل».
وأشار عدلى إلى أن الجماعات الإسلامية والحركات الجهادية الموجودة فى سيناء توجه لها أصابع الاتهام دائماً فى الأحداث التى تشهدها المنطقة، على الرغم من أن الحركات الجهادية أدانت فى بيان لها هذه العمليات الإجرامية عقب الحادث الأخير. وأكد أن عناصر هذه الجماعات لم تشارك فى تلك العمليات التى بدأت فى شهر رمضان الماضى بمقتل 16 مجندا من قوات الجيش. وأضاف: «الصورة السيئة التى صنعها جهاز أمن الدولة للجماعات الإسلامية ما زالت موجودة، لا تريد أجهزة الأمن حتى الآن أن تغير الطريقة التى كانت تتبعها قبل الثورة، وكل من هو يرتدى جلبابا ولديه لحية فهو يمثل خطرا على الأمن وينتمى إلى جماعات إرهابية».
ويتابع عدلى: «هناك فجوة كبيرة بين الأمن والأهالى والدولة وأجهزتها القديمة زرعت الحقد والكراهية من خلال السياسات التى كانت تتبعها، فنحن الآن نحاول تغيير مفهوم الدولة العميقة، التى ظلت على مدار عقود فى فساد لم يكن يعلم عنه أحد، وسأعطيك مثالا على ذلك، وقع بعد الحادث الذى راح ضحيته 3 من مجندى الشرطة، كانت هناك سيارة تسير فى الطريق، يستقلها رجل وزوجته وأولاده وعندما رأى كمين الشرطة حاول الفرار خوفاً من وجود أى هجوم على هذا الكمين بعد ما حدث، فوجئ الرجل بأمين شرطة يطلق الأعيرة النارية عليه، دون أن يصدر منهم أى أفعال تجعله يتخذ ذلك الإجراء، لكن الله سلم ولم يُصَب أحد منهم بشىء، فكل هذا يزيد من حالة الاحتقان الموجودة بين الناس والشرطة هنا فى شمال سيناء، فجندى الشرطة لا توجد لديه ثقافة التعامل مع المواطنين، والمواطنون لديهم طبيعة خاصة يجب أن يتفهمها رجال الأمن، حتى لا ندخل فى مشكلات يومية لن تنتهى».
ويؤكد عدلى أن الأجهزة الأمنية بجميع مستوياتها لم تستطع تقديم دليل واحد حتى الآن على مشاركة أى أحد من الجماعات التى توجه لها الاتهام فى الأحداث، ولم تأتِ لنا بمن هم وراء هذه العمليات، وأن هناك أيادى خارجية تعبث بأمن سيناء، وأن الأنفاق الموجودة على الحدود تساعد بشكل كبير فى ذلك، ودخول عناصر خارجية لديها مهمات محددة بمساعدة أشخاص من الداخل، وأضاف: «القيادات الأمنية لم تتغير بالشكل الكافى؛ فسيناء هى أخطر منطقة على أمن مصر، ومن المعروف أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلى (الموساد) لن يترك سيناء آمنة؛ فهم يريدون عدم الاستقرار بها، حتى لا تكون هناك تنمية فيها واستقرار ملايين المواطنين بها».
الأخبار المتعلقة:
سيناء التى تتمزق
هنا «أرض الانفلات»: الأمن غائب. والفوضى حاضرة
نشطاء العريش: الحكومة مسئولة عن العمليات الإجرامية.. ويجب تعديل «كامب ديفيد»
هنا مكان حادث سيناء: شؤم على قوات الأمن.. والأهالى: الحوادث مدبرة لعودة الفوضى
اللواء عصمت مراد: لا يمكن تخصيص «كوتة» لأبناء سيناء فى الكلية الحربية
الأنفاق .. العمل مستمر بـ«معدلات أقل»