سيناء التى تتمزق
هى أرض التيه وأرض الميعاد، تشربت رمالها بدماء أبنائها ولم ترتوِ، عطشَى هى دائما، قاسية على أجسادهم، لم تُخلص لشهداء سقطوا تباعا ذوداً عنها منذ نكبة 48 وحتى تحررت طابا، مثل الفاتنة الحسناء، الكل ينشدها، يبغى منها ما استطاع إليه وصولا، الخارجون عن القانون، الباحثون عن الهوية، المطرودون من رحمة الدولة، والمنسيون.. وبين هؤلاء يقف أهلها ما بين اتهامات حملوا أوزارها زوراً، ومعاملة قاسية وثأر بلا معنى خلفه نظام قمعى لم يرحم ظالما أو مظلوما، ولم يفرق بين جان أو مجنى عليه.
قاسية هى تلك الأرض الممزقة بين الجهاديين والسلفيين والتكفيريين، بين التائبين والتائهين الباحثين عن رضا الله فى الدين والمتاجرين بخلق الله باسم الدين، بين كل من ضاقت بهم الأرض فوجدوا بها براحا باتساع الأفق.. سهولها مرتع، وكهوفها مأمن، ودروبها لا يحفظها إلا العليم الحكيم، لا تفلح معها حملات الداخلية مهما توالت عمليات الجيش أو مهما بلغ عتادها، عصية على الجميع، فصار ضباط الشرطة يسقطون على أيدى مجرميها مثل الفراشات، وعاد «نسر» الجيش خائبا يجر أذيال خيبة لم تخفها بيانات النجاحات التى لم يصدقها أحد، وما زالت تتمزق.
قاسية هى تلك الأرض، عادت بمعاهدة سلام، فحفظت للعدو حدوده، وفتحت لمصر ثغرة لا يجدى معها رتق، تأتيها الضربات من الصديق والعدو، سيناء صارت مرتعا للإرهابيين القادمين من البر والبحر، من حدودها وأنفاقها، مركز تجميع السلاح وتهريب الممنوعات وإيواء كل من يحمل صفة «خطر على الأمن القومى»، تفتح ذراعيها بكرم طائى للجميع، وتغلقهما دون أبنائها وتلفظهم بلا رحمة وتطأ دماءهم بلا مبالاة، جحدتهم وما زالوا يعشقون ترابها «وطور سينين».
الأخبار المتعلقة:
هنا «أرض الانفلات»: الأمن غائب. والفوضى حاضرة
نشطاء العريش: الحكومة مسئولة عن العمليات الإجرامية.. ويجب تعديل «كامب ديفيد»
قيادى بـ«السنة والجماعة»: شاهدت جنوداً يطالبون بعودة «مبارك»
هنا مكان حادث سيناء: شؤم على قوات الأمن.. والأهالى: الحوادث مدبرة لعودة الفوضى
اللواء عصمت مراد: لا يمكن تخصيص «كوتة» لأبناء سيناء فى الكلية الحربية
الأنفاق .. العمل مستمر بـ«معدلات أقل»