أوقفوا جنون نتنياهو وبتسلئيل وبن غفير
فى تصعيد خطير قد تنتج عنه أكبر عملية إبادة جماعية فى التاريخ وتداعيات كارثية، دعا الجيش الإسرائيلى إلى إخلاء فورى من الأحياء الشرقية فى رفح والتوجّه نحو وسط القطاع إلى المنطقة الإنسانية الموسّعة فى المواصى وخان يونس.. وذلك للقيام بعملية وصفها بأنها ستكون محدودة، مشيراً إلى أن عدد من سيتم إخلاؤهم نحو 100 ألف فلسطينى فقط!
متحدث الجيش الإسرائيلى أكد أن القرار جاء بناءً على موافقة القيادة السياسية.
بالتأكيد التصعيد العسكرى فى رفح الفلسطينية خطير للغاية، وهو ما حذّرت منه مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى مراراً وتكراراً خلال لقاءاته ومباحثاته مع كل قادة وزعماء العالم، لأنه سيضيف أبعاداً كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بقطاع غزة. وأكدت مصر على ضرورة العودة للمفاوضات، وما تحقّق من تقدّم كبير بها وحذّرت من أن اجتياح رفح يعنى أن 1.5 مليون فلسطينى سيتعرّضون لمذبحة إبادة جماعية، فضلاً عن تأثيراته على أمن واستقرار كل دول المنطقة.. الرأى العام العالمى ومعظم رؤساء العالم، وفى مقدمتهم الرئيس الأمريكى جو بايدن أعلنوا رفضهم الكامل لاجتياح رفح، وكذلك رفض التصعيد.
حركة حماس اعتبرت أمر الإخلاء من رفح تطوراً خطيراً ستكون له تداعياته فى ظل المخاوف من شن هجوم برى على المدينة المكتظة بالسكان، وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تتحمّل المسئولية، إلى جانب إسرائيل.
العالم كله يعلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يخطط لاجتياح رفح ووضع خطة لاقتحام المدينة رغم التحذيرات الأمريكية والأوروبية والمنظمات الإنسانية من مغبة الإقدام على تلك الخطوة، وتداعياتها الإنسانية على أكثر من مليون ونصف المليون نازح.
ويتساءل الكثيرون فى دهشة لماذا قرّرت إسرائيل الإقدام على هذه الخطوة الآن بينما تجرى مفاوضات محمومة تبذل فيها مصر وأمريكا جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق بوقف الحرب؟
مصادر عليمة أكدت أن الهجوم الصاروخى الذى شنّته حماس على منطقة معبر كرم أبوسالم، والذى أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 12 هو الذى دفع إسرائيل لتسريع عملية اجتياح رفح ومنع مرور المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبوسالم إلى قطاع غزة، وهو الذى دفع نتنياهو والمتطرفين فى حكومته، أمثال وزير المالية الإسرائيلى، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومى إيتمار بن غفير للمطالبة بإفشال الصفقة والتحرّك نحو التعجيل باجتياح رفح لتنفيذ العملية العسكرية.
ويرى البعض أن إسرائيل قرّرت ذلك بعد أن تسرّبت لها مؤشرات فشل المفاوضات التى أجريت خلال الأيام الماضية بوساطة مصرية قطرية أمريكية للتوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس يشمل وقف النار وتبادل الأسرى، وأن مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز الموجود فى قطر عقد الكثير من اللقاءات مع جميع الأطراف، لكن كانت هناك صعوبة فى التوصّل إلى حل يُرضى الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى.
وبعد انتهاء جولة المفاوضات، غادر وفد حماس مصر للتشاور مع قياداته، وكذلك وفد المخابرات الإسرائيلية، دون التوصّل إلى اتفاق، فى الوقت الذى مارس فيه الوسطاء «مصر وقطر وأمريكا» ضغوطاً قصوى على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات.
مصادر عليمة أكدت أن الوضع مستقر تماماً فى رفح من الجانب المصرى، وأن مصر تواصل جهودها مع كل الأطراف المعنية للحيلولة دون اجتياح رفح، ومستمرة فى القيام بدورها الإنسانى لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح.
أتمنى أن يتحرك أحرار العالم لمنع هذه الكارثة ووضع حد لهذا الجنون الإسرائيلى قبل فوات الأوان، خاصة أن عملية اجتياح رفح ظلت شهوراً طويلة نقطة الخلاف الرئيسية بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، لدرجة أن مراقبين اعتبروا أن هجوم أصفهان فى إيران، والذى حمل بصمات إسرائيلية لم يكن بالرد القوى على هجمات طهران بطلب من واشنطن، مقابل منح تل أبيب الضوء الأخضر لاجتياح رفح!
أتمنى أن يوقف العالم هذا الجنون الإسرائيلى حقناً لدماء المدنيين الأبرياء، لأن الوضع الإنسانى فى غزة وقطاع رفح كارثى جداً.