نحن في انتظار «القمة العربية» القادمة

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

نتمسك -دائماً- بالأمل فى حل كل المشكلات العربية، نتمسك بالروابط العربية فى ظل تحديات مريبة تواجه الأمة العربية جمعاء، نُعلى من شعار العروبة فى مواجهة التدخلات الخارجية والنهش المتزايد فى أمن واستقرار الدول العربية.. ما كل هذه الأطماع الغربية فى ثروات الدول العربية؟ متى سيشهد العالم العربى استقراراً؟

أو -بصيغة أخرى- متى يعود الاستقرار ويعم السلام فى عالمنا العربى؟ أما لهذه الفوضى -الخلاقة وغير الخلاقة- أن تنتهى ويُكتب لها نهاية؟

يقولون إن هناك مخططات خبيثة قادمة تستهدف عالمنا العربى، هل بعد كل ما حدث هناك مخططات أخرى وفوضى أخرى وأهداف أخرى؟

فالعالم العربى لم يهدأ ولم يذُق طعم الاستقرار منذ (عام ١٩٩٠)، (العراق) تم جرجرتها لأحداث غريبة ومريبة وعجيبة، ومن يومها وهى عُرضة للكثير من الأهداف، (لبنان) مريضة ودواؤها معروف، لكننا نعلم أنه دواء مُر، (سوريا) مرت عليها سنوات عجاف، (اليمن) تعرضت لكبوات تلو الأخرى وزاد التناحر بين جنباتها والنتيجة زيادة الانقسام، (تونس) نالت حظها من موجات ما أُطلق عليه «الربيع العربى»، (ليبيا) لا بد أن يكون الرهان فيها على شعبها، (الصومال) لها منا كل الدعوات بأن تنجو من مصائب الميليشيات المسلحة، (جيبوتى) ما زالت الأطماع الخارجية تتزايد عليها، (السودان) تخرج من محنة ومطب لتجد نفسها فى محنة أخرى جديدة ومطب آخر جديد، (الأردن) يحاولون جرجرتها للفوضى لكنها مُتماسكة وقوية، و(فلسطين) وقضيتها العادلة فى ظرف تاريخى غير مسبوق ويجب أن تعود حقوقها العادلة وتلتئم جراح شعبها ويجلس الفُرقاء فى «فتح وحماس» معاً حتى يتم تمهيد الطريق لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل (٥ يونيو ١٩٦٧).

أما (مصر) فقد طالها رذاذ «الربيع العربى» وعانت من عنف وتطرف وإرهاب وفتنة طوال الفترة (من يناير ٢٠١١ حتى منتصف ٢٠١٣)، ثم بدأت فى الاستفاقة واليقظة وحاربت الإرهاب وواجهت مخططات تلو الأخرى لتقف على قدميها مرة أخرى وتنطلق للأمام وتتقدم الصفوف لتواجه مخططات أكبر وتعود للقيادة مرة أخرى بعد أن استعادت القيمة والمكانة والريادة، تُعلن «مصر» عن موقفها من كل القضايا العربية وترسم وتكتب بـ(قلم دبلوماسيتها العريقة) خططاً ذكية لمجابهة كل ما يحاك للدول العربية، تعرف «مصر» كيف ينجو الأشقاء العرب من المخططات الغربية، وتقول رأيها بأنه (لا للتدخلات الخارجية- مصير كل دولة عربية يحدده كل شعب عربى لوطنه- لا للتقسيم- إلا الجيوش العربية ولا بد من حمايتها- لا بد من استعادة المؤسسات الرسمية للدول لدورها- لا لوجود الميليشيات المسلحة).. إنها رؤية عاقلة، إنها «روشتة» إصلاح أو -بصيغة أخرى- «روشتة» إنقاذ للدول العربية.نحن فى انتظار القمة العربية القادمة التى ستُقام فى (البحرين) الشقيقة، وبطبيعة الحال هناك أهداف ومآلات لهذه القمة العربية التى تأتى فى وقت مهم وظروف عربية وإقليمية ودولية أهم، نعلم جميعاً أنها (قمة عربية) مُهمتها ثقيلة، لكننا نتمسك بآمال عريضة وطموحات مُستقبلية إيجابية لعل وعسى تخرج بقرارات جديدة تخدم الشعوب العربية.. وإنا لمنتظرون.