"حسن".. جامع قمامة بـ"بكالوريوس خدمة اجتماعية": عيدنا "رد الاعتبار"

"حسن".. جامع قمامة بـ"بكالوريوس خدمة اجتماعية": عيدنا "رد الاعتبار"
فرحة وسعادة شعر بها لكونه فرداً منهم، وشعور بالفخر لازمه ربما للمرة الأولى فى حياته، بمجرد سماعه قرار مجلس الوزراء إطلاق عيد قومى لعمال النظافة، ما اعتبره بمثابة اعتراف رسمى بدورهم المهم والحيوى فى خدمة المجتمع، ورد اعتبار لهم بعد تصريحات المستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، بأن أبناء عاملى النظافة لا يصلحون للعمل بالقضاء.
«أخيراً حسوا بقيمتنا».. قالها محمد حسن، الجامعى خريج الخدمة الاجتماعية، الذى ورث عن أبيه وظيفة عامل النظافة قبل 4 سنوات من وفاته، اضطرته البطالة وعدم وجود فرص عمل، للسير على خطى أبيه: «تخرجت، وأبويا مات، والثورة قامت فى نفس السنة، ومن يومها ما لقتش غير العربية الكارو والحمار، وقررت أكمل فى شغل أبويا». ببشرته السمراء وابتسامة لا تفارقه، يستيقظ «محمد» مع أذان الفجر، يترك عشته البسيطة بالمطرية، باحثاً عن صناديق القمامة بالمنطقة: «من يوم ما تخرجت، وأنا بدور على شغل، ولو لقيت شغل كويس يرفضونى لما يعرفوا إن أبويا كان زبال، فقررت أنزل مكانه من بعد ما مات، وبقيت بلم الزبالة من الشوارع»، لا يخجل من طبيعة عمله، بل يفتخر قائلاً: «الشغلانة دى هى اللى اتربيت منها، وكملت تعليمى، والشغل مش عيب، واسمى عامل نظافة مش زبّال.. ووظيفتى أشيل زبالة المجتمع».
قبل أن يمتهن «حسن» مهنة والده، كان يشعر بالتوتر والقلق والخجل، لكنه مع الوقت اعتاد هذه المشاعر، فيما بات الآن يشعر بالفخر بعد القرار الجديد: «كده هنبقى زى غيرنا ولينا قيمة وسط الناس ويوم يحتفلوا بينا فيه»، مضيفاً: «كان الأول صعبان عليا أبقى متعلم وأبويا صارف عليا، وأشتغل زبال، والناس تعايرنى، لكن بعد قرار الحكومة ما عنديش مشكلة أفضل طول عمرى عامل نظافة، والناس تقدرنى».. منذ صدور القرار و«حسن» يجهز عدته: ماذا يطلب فى هذا اليوم؟ ما احتياجاته وأقرانه؟ كيف يصبح عيداً حقيقياً لهم، لا عيداً تضحك فيه الحكومة على أمثالهم؟.. أسئلة كثيرة دارت فى خلده، قرر أن يعمل عليها مبكراً، ليشعر وزملاء مهنته الصعبة أن العيد يعيد لهم المكانة ويرد الاعتبار، وليس مجرد مسكن لأزمة تصريحات الوزير: «مش هنسكت على حقنا.. وهنجبر المجتمع على احترامنا»