تنظيم "داعش" يشن هجوما واسعا في محافظة الأنبار العراقية
تنظيم "داعش" يشن هجوما واسعا في محافظة الأنبار العراقية
شن تنظيم "داعش"، هجوما واسعا في محافظة الأنبار بغرب العراق، لا سيما الرمادي، محاولا توسيع نطاق سيطرته في كبرى محافظات البلاد، بحسب ما أفادت مصادر محلية وإذاعة التنظيم اليوم.
ويسيطر التنظيم، منذ مطلع العام 2014، قبل أشهر من هجومه الكاسح في العراق في يونيو الماضي، على أحياء من الرمادي وكامل مدينة الفلوجة. ووسع التنظيم في الأشهر الماضية، سيطرته في المحافظة، رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتتركز الهجمات الحالية للتنظيم، وبينها تفجيرات انتحارية نفذ أحدها جهادي بريطاني، في الرمادي وقرب الفلوجة. كما تمكن الجهاديون من السيطرة على بلدة الجبة غرب الأنبار.
وتقدم التنظيم، إثر هجوم بدأه أمس، نحو المجمع الحكومي في وسط الرمادي، أبرز المواقع التي لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية، ويضم مبنى المحافظة ومراكز أمنية.
وقال عضو مجلس المحافظة عذال عبيد الفهداوي، في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس"، "الوضع حرج في مدينة الرمادي، إثر حدوث خرق أمني في مركز المدينة بعد هجوم نفذه مسلحو "داعش" ليلا وتمكنوا من التغلغل داخل المدينة".
وأضاف "قوات من الجيش والشرطة والفرقة الذهبية (إحدى فرق النخبة) وأبناء العشائر يقاتلون حاليا وسط الرمادي لصد الهجوم".
وأوضح الفهداوي، ومصادر أخرى، أن العديد من المدنيين يحاولون الخروج من المدينة، في ما قد يشكل ثاني موجة نزوح كبيرة منها منذ أبريل، إثر نزوح عشرات الآلاف هربا من هجوم عنيف للتنظيم الجهادي.
وقال الشيخ حبار عجاج العسافي أحد شيوخ العشائر في الرمادي، إن بعض أهالي المدينة بدأوا مغادرة منازلهم سيرا.
من جهته، قال التنظيم في نشرة إذاعة البيان التابعة له اليوم، إن عناصره يسطرون بدمائهم ملاحم الشهادة والبطولة في الأنبار، وأشار إلى تنفيذ عمليات انتحارية عدة ضد مواقع للجيش والمسلحين الموالين شرق الرمادي، أحداها نفذها "الاخ الاستشهادي ابو موسى البريطاني"، حد تعبيره.
وأضاف "كما هاجم الأخ الاستشهادي أبوخبيب الشامي مركز شرطة المجد في الرمادي، ما أدى إلى نسفه وهلاك وإصابة من فيه، وأعقب ذلك اقتحام مقرات المركز وتصفية من فيها"، وتابع أنه أعدم 14 مسلحا مواليا للحكومة في الرمادي.
وجاء في نشرة "البيان"، "في حي الجمعية في الرمادي، نفذ الجنود حكم الله في 14 مرتدا كانوا أسروا خلال المعارك الدائرة هناك". وعادة ما يستخدم التنظيم عبارة "مرتد" للإشارة إلى المسلحين السنة المناهضين، والذين يرجح أن يكونوا من أبناء عشائر الرمادي.
وقال التنظيم، إن 13 جنديا من الجيش قتلوا جراء تفجير منازل كانوا يستخدمونها مراكز لهم شرق الرمادي.
وأعلن التنظيم أنه سيطر على بلدة الجبة (180 كلم شمال شرق بغداد)، القريبة من قاعدة الأسد الجوية العراقية، حيث مئات المستشارين العسكريين الأمريكيين الذين يدربون القوات وأبناء العشائر على قتال الجهاديين.
فيما أكد مصدر عشائري سقوط البلدة، مشيرا إلى أن القوات الأمنية التي كانت هناك انسحبت جراء هجوم التنظيم.