«الدهاء» المصري الذي أعاد سيناء كاملة مرتين
- أعمال تطوير
- الجهات المعنية
- المحلة الكبرى
- المشروعات القومية
- تطوير العشوائيات
- جهاز مشروعات الخدمة الوطنية
- رئيس المدينة
- سوق اللبن
- أبو
- أعضاء
- أعمال تطوير
- الجهات المعنية
- المحلة الكبرى
- المشروعات القومية
- تطوير العشوائيات
- جهاز مشروعات الخدمة الوطنية
- رئيس المدينة
- سوق اللبن
- أبو
- أعضاء
اعترف وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، هنرى كيسنجر قبل وفاته بمدة قصيرة وفى حوار صحفى، ربما كان الأخير له فى حياته مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، بأنه والرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت، ريتشارد نيكسون، وبقية طاقمه، عملوا بشكل قوى فى حرب أكتوبر 1973، على توفير الدعم المباشر والخدمات الحاسمة لإسرائيل، حتى لا يتحقق نصر عربى عليها.
على الجانب الآخر، مات الرئيس السادات (رحمه الله) وقناعته راسخة بصداقته الحميمة مع أشهر من شغل منصب وزير الخارجية فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وصاحب المدرسة الدبلوماسية التى فرضت حضورها وأثرها على كل الإدارات الأمريكية التالية، وأفرط السادات فى ثقته بصديقه هنرى وكشف له كل الأوراق المصرية ومنحه فوق ما تمنت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، التى كانت ترى هنرى أيضاً صديقاً وحليفاً، لكنها كانت تعلم أنه يتلاعب بها، ويخدعها بيهوديته، بينما صالح بلاده كان همه الأول.
وأياً كان مكر كيسنجر وذكاؤه ومن بعده كل ممثلى الإدارة الأمريكية ممن تولوا مسئولية الملفات فى الشرق الأوسط، فالداهية المصرى السادات بـ«دهاء الفلاح المصرى»، منح إسرائيل «شوية ورق» بحسب تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحم بيجن، واستردت مصر أرض سيناء كاملة غير منقوصة السيادة، وتم تشييد جدار راسخ من السلام يحفظ المسافات بين مصر وإسرائيل، وأثبتت الأيام أن السادات كان الفائز الأكبر فى معادلة كيسنجر الشهيرة لمستقبل الصراع فى الشرق الأوسط.
وكنت من جيل الصبر فى مصر، مواليد سبعينات القرن الماضى، الذين عاشوا سعادة استرداد سيناء كاملة بالحرب والسلام، وترعرع أبناء هذا الجيل مرددين مع المطربة البهية شادية كلمات الشاعر الكبير عبدالوهاب محمد، مقطع أغنيتهما الشهيرة «سينا رجعت كاملة لينا.. ومصر اليوم فى عيد»، حتى قامت ثورة يناير 2011، وما تبعها من فوضى وتراجع سلطة الدولة وصولاً لحكم الإخوان فى عامهم المشئوم، ليفاجأ الجميع بأن سيناء فى خطر كبير، وسيادة مصر عليها تتراجع لصالح تنظيمات متطرفة هاجرت إليها فى ليل هذا الحكم الإخوانى الحالك.
وفطن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى للخطر مبكراً، فقرر منذ سنوات حكمه الأولى أن تستعيد مصر كامل السيادة على أراضيها، وتبسط الدولة سيطرتها على كل «شبر» من أرض مصر، وانطلقت على أرض الفيروز معركتان بالتوازى معاً: الحرب على الإرهاب، ومعركة التنمية التى كان محورها الحيوى هو التنمية العمرانية، وكان أبرز إنجازاته فى رأيى: إعادة ربط سيناء بكافة المحافظات المصرية من خلال شبكة طرق عصرية، اشتملت على 5 أنفاق تحت قناة السويس أضيفت للنفق الوحيد الذى كان موجوداً وهو نفق الشهيد أحمد حمدى فى السويس، بالإضافة إلى 7 كبارى عائمة، ومجموعة هائلة من شبكات الطرق التى تمت تنميتها فى سيناء والتى تجاوزت 3 آلاف كم.
وعادت سيناء كاملة إلى السيادة المصرية خلال «عشرية ثورة يونيو»، وانطلقت فى العام الماضى خطة «العبور الجديد» للقفز بها على مسار التنمية لشاملة، مع سائر ربوع الوطن.
ودرة الاحتفال بذكرى التحرير هى استرجاع الأبطال وتكريم ذكراهم، ويحضرنى فى العيد الـ42 لتحرير سيناء، تحية المهندس الراحل حسب الله الكفراوى، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة الأسبق، الذى كان من القلائل الذين آمنوا بسيناء وقيمتها، وتفانوا فى استعادتها بشكل كامل وحقيقى.
يحكى الكفراوى (رحمه الله) عن ذلك فى حوار له مع جريدة «المصرى اليوم» فى أبريل 2013، قائلاً: «بدأ الحلم بينى وبين الرئيس السادات بعد الحرب مباشرة وكان الحلم كبيراً وكنت أحب السادات لأنه رجل وطنى فعلاً ومخلص لوطنه، وأنا كنت رئيس جهاز التعمير فى منطقة القناة بعد حرب 73 ولم نكن تسلمنا كل الأرض وقتها، وكنا نعمل فى مناطق الإسماعيلية وبورسعيد والسويس والقرى التابعة لها، وكان كلما يذهب إلى موقع يجدنى هناك، كان هدفه الأول هو إعادة المهجرين من أهالى سيناء والقناة عام 77، وأوكل لى المهمة واستطعت أن أنهيها قبل المدة المقررة».
ويكشف الوزير الراحل عن أول أحلام السادات فى سيناء قائلاً: «كان لديه حلم توطين 4 ملايين مواطن فى سيناء وتعمير القطاع الأوسط، وراعينا فى تصميم القرى أن تكون المنازل مناسبة للطابع البدوى وأن تكون مدناً دفاعية فى الوقت نفسه، وهو الذى فعلناه بالفعل فى بئر العبد وبالوظة وبعض القرى الأخرى».
وكرر الوزير الكفراوى والملقب بـ«أبوالمدن الجديدة»، فى أحاديث صحفية متعددة أعقبت ثورة يناير 2011، ضرورة أن تصبح «سيناء عقيدة كل مصرى»، وطالب بأن تكون هناك حملة شعبية لتنمية سيناء، واعتبر أن ما تحتويه سيناء من كنوز وموارد طبيعية وثروات وأراض صالحة للزراعة تبعث مصر من جديد وتعظم من ثرواتها، ومن ثم تصبح تنميتها واجباً وطنياً، مردداً: «إن العمل فى سيناء عبادة»، ومؤكداً أن سيناء كانت ولا تزال مطمعاً للآخرين، مشيراً إلى أنه حاول كثيراً مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك لإقناعه باستكمال أحلام السادات فى سيناء، لكنه قابل خططه بفتور، فآثر السلامة وأضاع فرص التنمية.
ضحى الشعب المصرى عبر كل العصور من أجل سيناء بكل عزيز وغالٍ، ونترقب جميعاً منذ السابع من أكتوبر الماضى الخطر المتزايد الذى يحيط بها، والمؤامرة الصهيونية التى تحاك بليل لضرب عصفورين (مصرى وفلسطينى) بطلقة واحدة، مؤامرة إسرائيل تهجير الشعب الفلسطينى إلى سيناء، التى كرر الرئيس المصرى أن تنفيذها خط أحمر، تجاوزه يعنى أن مصر ستتخذ ما تراه ضرورياً لحماية أمنها القومى، لهذا نصطف جميعاً خلف القيادة السياسية وجيشنا الوطنى لحماية أراضى سيناء ودعم الشعب الفلسطينى البطل الراسخ على أرضه والمتمسك بوطنه.