"أوباما" يلتقي اليوم قادة "التعاون الخليجى" في "كامب ديفيد"

كتب: محمد حسن عامر:

"أوباما" يلتقي اليوم قادة "التعاون الخليجى" في "كامب ديفيد"

"أوباما" يلتقي اليوم قادة "التعاون الخليجى" في "كامب ديفيد"

يلتقى اليوم الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع قادة وممثلى دول مجلس التعاون الخليجى فى منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية وسط ترقب لما ستسفر عنه المناقشات بينهم، خاصة أنها ترتبط بعدة قضايا رئيسية فى المنطقة، من بينها الملف النووى الإيرانى ومخاوف دول المجلس منه، والتحديات الإرهابية التى تزايدت بقوة الفترة الأخيرة. وأعلن البيت الأبيض، أمس الأول، أن الرئيس الأمريكى أجرى مباحثات هاتفية مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد إعلان الرياض أن الملك قرر عدم المشاركة فى قمة «كامب ديفيد». وقال «بن رودس»، مستشار الرئيس الأمريكى، إن «أوباما والعاهل السعودى تباحثا فى شأن القمة المقبلة فى منتجع كامب ديفيد»، مقللاً من أبعاد قرار الملك «سلمان» عدم تلبية دعوة «أوباما». ونفى المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست ما أشيع عن أن عدول الملك السعودى عن المشاركة فى القمة هدفه توجيه رسالة إلى «واشنطن». وقال: «إذا كان الأمر كذلك فإن الرسالة لم تصل»، مضيفاً: «خطط السفر لا علاقة لها البتة بجدول الأعمال المقرر لقمة كامب ديفيد». من جهتها، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» إنه «خلال الاتصال أكد القائدان تطلعهما لتحقيق نتائج إيجابية فى قمة كامب ديفيد وأن تؤدى إلى نقلة نوعية فى العلاقات بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة». وأضافت: «العاهل السعودى والرئيس الأمريكى عبّرا عن أملهما فى أن تؤدى مباحثات 5+1 مع إيران إلى منعها من الحصول على السلاح النووى، وأبديا تطلعهما للاجتماع فى وقت قريب من أجل التشاور والتنسيق حيال الأمور ذات الاهتمام المشترك». ونقلت عن الرئيس الأمريكى «ترحيبه باستقبال الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان» و«تأكيده التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أمن المملكة من أى اعتداء خارجى». وكان وزير الخارجية السعودى عادل الجبير أعلن، أمس الأول، أن قرار العاهل السعودى الملك سلمان عدم حضور قمة كامب ديفيد ليس مؤشراً إلى أى خلاف مع الولايات المتحدة. وقال البيت الأبيض إن «بياناً سيصدر عن القمة يحدد التزامات جميع الأطراف». وقال وزير الخارجية، فى تصريح لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية: «بالنسبة للتطمينات الأمنية من أمريكا، فنحن ليس لدينا شك على الإطلاق فى التزام أمريكا بأمن السعودية». ورداً على سؤال حول رغبة دول مجلس التعاون فى الحصول على صفة حليف من خارج الناتو لأمريكا كإجراء طمأنة، أجاب: «نحن نبحث مع أمريكا كيفية تطوير العلاقة بين دول الخليج وواشنطن وأخذها إلى مستويات أعلى». وأضاف: «لا يمكننى التحدث عن أمور محددة أو تفاصيل ما ربما يحصل أو لا يحصل، ولكن ما يمكننى تأكيده هو أن العلاقات على الجانب الأمنى قوية كالصخر». وقال مسئولون أمريكيون، فى مؤتمر صحفى وفق وكالة أنباء «رويترز»، إن «الاجتماع سيتضمن إعلاناً بشأن تكامل منظومة دفاعية ضد الصواريخ طويلة المدى، إضافة إلى إجراء المزيد من المناورات العسكرية لمواجهة التحديات المتعلقة بالملاحة، ومكافحة الإرهاب، والدفاع الجوى والصاروخى». وأضاف المسئولون أن «الزعماء سيبحثون أيضاً سبل العمل معاً، لتعزيز البنية التحتية للحكومات فى مواجهة منفذى الجرائم الإلكترونية». وفى اتصال لـ«الوطن» قال الخبير السياسى فى العلاقات الأمريكية السعودية أحمد آل إبراهيم إن «واحدة من النقاط التى ستُطرح فى قمة كامب ديفيد إلى جانب ضمان عدم امتلاك إيران السلاح النووى، هو أن يكون لدول مجلس التعاون الحق فى تخصيب يورانيوم فى إطار اتفاق مماثل لما سيكون عليه الاتفاق مع إيران، وهى نقطة مهمة جداً وحساسة بالنسبة للولايات المتحدة». وأكد «عدم مشاركة بعض قادة دول المجلس، خاصة الملك سلمان، كما أن ولى العهد الأمير محمد بن نايف قبل أن يذهب إلى الولايات المتحدة، توقّف فى طريقه فى باريس وهى رسالة بأن السعودية سيكون لديها حلفاء آخرون غير واشنطن وهى تبحث عن هذا، وربما ستتحول العلاقة مع واشنطن إلى علاقة صديق وليس حليفاً، إذا لم يكن هناك ما يرضى دول المجلس من ضمانات لأمنه من قبَل الولايات المتحدة». وقال «آل إبراهيم»: «من الممكن أن تتعرض المناقشات كذلك إلى ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان فى دول الخليج، وأن الولايات المتحدة ستكون فى موضع حرج من مساعدتها وعلاقاتها بدول الخليج بسبب مسألة حقوق الإنسان». من جهتها، قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة الإمارات الدكتورة ابتسام الكتبى، فى اتصال لـ«الوطن»، إنه «إلى جانب مناقشة أزمة اليمن والترتيبات الأمنية المشتركة، فإن قادة دول مجلس التعاون الخليجى ذاهبون إلى الولايات المتحدة ولديهم موقفهم الواضح والحازم من الملف النووى الإيرانى بأنهم لن يقبلوا بأى اتفاق يتيح لطهران امتلاك سلاح نووى». وأضافت: «سيستمعون إلى الضمانات التى من الممكن أن تقدمها واشنطن لعدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً، وإذا لم تكن الضمانات كافية بالنسبة لهم فإن موقفهم سيكون حازماً، خاصة أن الأمن القومى لا يُبنى على الوعود، وطالما أن طهران أخذت حق التخصيب، فمن الممكن أن تطور سلاحاً نووياً». وقالت «الكتبى»: «لذلك لا أعتقد أن أى ضمانات ستكون كافية لإقناع دول المجلس، وسيكون هناك بالتأكيد مناقشة لمسألة الدرع الصاروخية فى منطقة الخليج، التى ستكون بدرجة كبيرة أحد مخرجات قمة كامب ديفيد».