صحفى "الجزيرة" لـ"روبرت فيسك": جيل جديد من "بن لادن" يولد فى طرة

صحفى "الجزيرة" لـ"روبرت فيسك": جيل جديد من "بن لادن" يولد فى طرة
قال الكاتب والمحلل السياسى البريطانى روبرت فيسك إن قناة الجزيرة القطرية تلعب لعبة خطرة فى مصر. وأشار إلى أن محمد فاضل فهمى، صحفى قناة «الجزيرة» الإنجليزية، المخلى سبيله فى القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية الماريوت»، سوف يعقد مؤتمراً صحفياً عالمياً، سوف يحرص أغلب الصحفيين على متابعته. ونقل «فيسك» أجزاء من حديثه مع «فهمى» فى مقال له بصحيفة «إندبندنت» البريطانية رفض خلاله إخباره عما سيقوله فى المؤتمر، لكن لديه شكاً أن ملاك القناة القطرية سيشعرون بالأسف بمجرد أن يفرغ من حديثه حيال إرساله للمحاكمة. حيث قال «فهمى» إن هناك حرباً باردة بين مصر وقطر التى تدعم الإخوان، وإن هناك أيضاً حرباً باردة بينه وبين قناة الجزيرة.
وتابع «فيسك» أن «فهمى» اتهم خطأ بدعم جماعة الإخوان بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى، وفى السجن اكتشف وجود العشرات من الطلاب المتحمسين والداعمين للإخوان الذين وصفوا له، بحسب قوله، كيف تم تزويدهم بمعدات تصوير وتلقوا مساعدة من قناة «الجزيرة مباشر مصر» لتصوير المظاهرات الاحتجاجية فى شوارع القاهرة، لكن الشىء الأكثر ضرراً، حسب تعبير «فهمى»، هو أن «الجزيرة مباشر مصر» كانت تستخدم التقارير التى كان يعدها لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية بعد ترجمتها للعربية، رغم احتجاجه على ذلك باعتبار أنه قد يعرضه للاعتقال مع زملائه. وعندما واجهته الشرطة بتشغيل أشرطة تتضمن أعماله التى عرضت على «الجزيرة مباشر مصر»، وجد «فهمى» أنه هو وزملاءه لم يكونوا يعملون فى القاهرة وفقاً للتراخيص التليفزيونية.
ونقل «فيسك» عن «فهمى» أنه وجد نفسه وسط جهاديى تنظيم «داعش» وأنصار الإخوان، وعندما حدثت مذبحة بصحيفة «شارلى إيبدو» الفرنسية، عبر الجهاديون الشباب عن دعمهم للقتلة، مضيفاً أن جيلاً جديداً يضم «بن لادن» و«الزرقاوى» يولد فى سجن «طرة». وتابع «فهمى»: «الجزيرة مباشر مصر» كانت فى صف الإخوان وضد الجيش، ومديرها فى قطر لم يفهم قواعد الصحافة، وهم منحازون للغاية، وانتهكوا قواعد الأخلاقيات الصحفية.
وأشار «فهمى» إلى أن «الجزيرة» بدأت العمل فى 1996، لكنها تحولت تدريجياً إلى جزء من الصراع، فقد أخذوا دور عملاء التغيير الديمقراطى بدلاً من أن يكونوا محايدين، كل صحفى يجب أن يتحدى الحكومات، لكن «الجزيرة» تخطت الحد، خصوصاً مع مصر. وكان هؤلاء الشباب، الذين قابلهم فى السجن من المتعاطفين مع الإخوان، هم الذين يرسلون المادة المصورة إلى «الجزيرة مباشر مصر»، وليس هذا ما يطلق عليه «صحافة المواطن». وتابع متسائلاً: «لماذا لا تنشر الجزيرة تحقيقات من قطر؟ فهى لم تذكر أى كلمة عن لقاءات المعارضة فى قطر، وهى بلد بلا أى اتحادات عمالية أو أحزاب سياسية، وحكم بالسجن على مواطن يدعى محمد العجمى لكتابته قصيدة قيل إنها تحرض على كراهية أمير قطر؟».
وأوضح «فهمى» أن «الجزيرة» لا تزال تشير إلى وجود مائة صحفى معتقل فى مصر، لكن ذلك ليس صحيحاً، لأنه كان فى السجن مع كل هؤلاء الآلاف من الشباب، هناك تسعة صحفيين مصريين كانوا فى السجن، بخلاف خمسة آخرين لم تكن لديهم أوراق اعتماد العمل كصحفيين، والباقون هم طلبة يحملون أجهزة «آى باد» ويطلقون على أنفسهم اسم «المواطن الصحفى». وكانت مفاجأة لـ«فيسك» عندما أخبره «فهمى» أنه يؤيد ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى باجتثاث جذور الإخوان، لأنه شهد بشكل مباشر سرطان الإسلام السياسى، وكيف كان يقضى على حداثة مصر، فى حين أن الانتظار ﻷربع سنوات وتجريب طرق علاج على مريض بالسرطان سوف يتسبب بموت المريض وكان يجب استئصال الورم.