أيادِ «معلومة» تعبث بأمن الشرق الأوسط

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

أعربت "مصر" عن قلقها البالغ تجاه إستمرار التصعيد المُتبادل بين إسرائيل وإيران ، وذلك على إثر ما تردد عن توجيه ضربات صاروخية وطائرات مُسيرة ضد مواقع فى إيران وسوريا وهو بمثابة ( الرد على الرد الإيرانى )، وطالبت "مصر" الطرفين بممارسة أقصي درجات ضبط النفس والإمتثال الكامل لقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة مُحذرة من عواقب إتساع رقعة الصراع وعدم الإستقرار فى المنطقة وآثارها الخطيرة على أمن وسلامة شعوبها.

وأكدت "مصر" على الإستمرار فى تكثيف إتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل إحتواء التوتر والتصعيد الجارى الآن.. هذا هو الكلام العاقل الموزون الذى يحفظ أمن المنطقة ويحمى شعوبها، هذا هو النهج الذى تتبناه "مصر" دائماً لكى لا تتسع دائرة الصراع، هذا هو النهج الذى يؤدى للسلام والعيش الكريم لشعوب المنطقة بالكامل ، هذا هو النهج الذى لابد أن تسعى إليه جميع دول المنطقة لتفادى المواجهات التى _ بطبيعة الحال _ سيخرج الجميع منها خاسرين.

إن "مصر" _ دائماً وأبداً _ هى ( صوت العقل ) فى جميع الكوارث والمواجهات التى تُصيب الشرق الأوسط ، تتخذ "مصر" مسار السلام الشامل القائم على العدل الذى يعطي الحق لأصحابه ولا يسمح بأن تجور دولة على حقوق دولة إخرى ، تعمل "مصر" _ جنباً إلى جنب _ مع المنظمات الدولية من أن يعُم السلام فى المنطقة ويشعر المواطنون بالسلام وينعمون بالأمن والإستقرار.

حينما حذر "الرئيس السيسي" من تزايد حدة الصراع فى كلمته فى حفل إفطار الأسرة المصرية فى السادس من إبريل الحالى كان لديه رؤية مُستقبلية لما سيحدث وهذا نتيجة المُعطيات المُتعددة التى نراها ونشاهدها مُنذ أكثر من ( ٦ ) أشهر ، ثم أعاد "الرئيس السيسي" تحذيره خلال إجتماعه مع وليم بيرنز مدير المخابرات الأمريكية ( CIA ) وقال : إتساع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط له تبعات على أمن المنطقة ، ثم تلا ذلك تكرار "الرئيس السيسي" من تحذيراته خلال لقاءه مع ملك البحرين حمد بن عيسى.

لكن على ما يبدو إن هناك أياديٍ ليست خفية ولكنها ( أياديٍ معلومة ) تعبث بأمن الشرق الأوسط وتريد توسيع الصراع وإطالة أمده لأطول فترة مُمكنة ، ( أيادىٍ معلومة ) لنا ونعرف تاريخها الأسود وسلوكها الإجرامى ومآلاتها الرهيبة ومُخططاتها الخبيثة ، ( أياديٍ معلومة ) تحاول _ بكل ما أوتيت من قوة _ تهجير الأشقاء الفلسطينيين من غزة وتصفية القضية الفلسطينية والإستيلاء على فلسطين كاملة وللأسف الشديد بمساعدة قوى عالمية كبرى ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق الدولية والشرائع الدولية والقانون الدولى وقرارت مجلس الأمن ، ( أيادىٍ معلومة ) يتم تدليلها دولياً وتحصينها من المُحاسبة والعقاب حتى لو كان الحساب من محكمة العدل الدولية وحتى لو كان العقاب من الأمم المتحدة ، ( أيادىٍ معلومة ) تُكرر مجازرها وإعتداءتها على الشعب الفلسطينى الأعزل وتضربه بالصواريخ الفوسفورية الحارقة والعالم صامت ويقف موقف المُتفرِج.

لم نعُد نسأل السؤال ونقول : مَن يعبث بأمن الشرق الأوسط ؟ لأننا عَرفناه وعرفنا من يُساعده ويُقويه ويُناصره ويُسانده فى ضلاله ، لذلك لم يعُد خفياً علينا أن نعرف من الذى يعبث بأمن المنطقة ، من يعبث بأمن المنطقة أصبح معلوماً لنا بِشحمه ولحمه ومؤيديه وداعميه.