«يوم من عمر الكون وقرية الصيد».. لوحتان ترصدان تفاصيل الحياة في البيئة المصرية

«يوم من عمر الكون وقرية الصيد».. لوحتان ترصدان تفاصيل الحياة في البيئة المصرية
لوحات فنية كثيرة احتضنها «جاليرى»، داخل المركز بقرية الحرانية، جميعها مستوحاة من الطبيعة، تتفحصها عيون الزوار بإعجاب شديد، بينها لوحة فنية كبيرة من السجاد تحمل عنوان «قرية الصيد»، وتضم تفاصيل حياة الريف المصرى وحكاياته اليومية، تظهر على اللوحة مجموعة من الناس على مراكب خشبية يصطادون السمك بشباكهم الواسعة، كما تظهر على الجانب الآخر مجموعة من السيدات يعملن فى جنى محصول الطماطم وفرز الثمار الجيدة من الرديئة، وبجوارهن سيدات أخريات يضعن الثمار الجيدة فى صناديق خشبية يتم تحميلها ووضعها على ظهر عربة خشبية يجرّها حمارٌ متوجهة إلى ساحة السوق.
كما يظهر فى اللوحة من الأسفل بركة مياه واسعة وداخلها يقف مجموعة من الرجال تغطيهم المياه حتى أكتافهم، يعكفون على غسل الماشية، وعلى شاطئ البركة يجلس عدد من الأطفال وبجوارهم الإوز والبط، وفى وسط كل تلك التفاصيل تنتشر النباتات والأشجار فى أغلب أنحاء اللوحة، كما تظهر بعض السحب الزرقاء والطيور وهى تُحلق فى الأعلى ليكتمل المشهد.
وعلى أحد الحوامل، لوحة أخرى تحمل عنوان «يوم من عمر الكون»، من أعمال النسَّاج والفنان على سليم، صور من خلالها يوماً كاملاً من عمر الكون، من خلال تجسيد 4 مشاهد رئيسية على مدار اليوم، وهى الفجر والصباح والظهيرة والغروب، فظهر مشهد الفجر عبارة عن نور خافت يلوح فى الأفق مصدره القمر، وظهرت المحال والمنازل مغلقة، ولا يوجد فى الشوارع إلا عدد قليل من الناس استيقظوا لأداء الصلاة، وعلى جانب الطريق تتجمع القطط والكلاب، بينما كان مشهد الصباح يضم شروق الشمس وهى تُرسل خيوط أشعتها بفخر وقوة وكأنها تحتفل بنزع السيطرة من القمر، كما ظهر العديد من الأشخاص بعضهم ذاهباً إلى عمله، والبعض الآخر يفتح محله البسيط ويرش المياه أمامه، بينما تكوَّن مشهد الظهيرة من شمس ساطعة بقوة تجعل الناس يتجنبون السير تحت أشعتها.
ومن بين اللوحات العديدة مختلفة الأشكال والأحجام المعروضة فى الـ«جاليرى»، لوحة أخرى تقبع فى أحد الأركان يتجسد عبر خيوطها الملونة مشهد واضح للبيئة الصحراوية فى مصر، فتظهر الصحراء ممتدة على مساحة اللوحة بالكامل، ويتخللها على الجانب الأيسر بعض أشجار النخيل العالية، وأسفلها تنمو بعض الحشائش، كما تظهر مجموعة من الجِمال تسير بخطوات ثابتة وهى تحمل أصحابها فوق ظهرها برضا، وعلى الجانب الآخر توجد بئر وعلى حافتها دلو صغير، تقترب منه بعض السيدات يحملن جرارهن الفارغة، كما توجد فى إحدى الزوايا خيمة مربعة ثابتة وسط الصحراء تواجه أعاصيرها المفاجئة، لتصبح اللوحة فى النهاية قطعة فنية فريدة، ويتنقل الزوار مصريين وأجانب بين هذه اللوحات تتملكهم مشاعر الدهشة والإعجاب، ولا يملكون سوى إظهار احترامهم وتقديرهم للفنان المصرى القادر على الإبداع بأبسط الإمكانيات، والقادر كذلك على أن يروى قصة كاملة دون التلفظ بكلمة واحدة، وأن يُسمعك صوت بهجة الأغانى وصياح الديكة وهبوب الرياح فقط باستخدام أدوات ساكنة لا قدرة لها على الحركة أو الحديث.