برلمان الكويت
وصلنا إلى الكويت لمتابعة الانتخابات البرلمانية صباح الأربعاء قبل 24 ساعة من التصويت، ورغم أنه يوم الصمت «إعلامياً» لكن لا حديث بين الكويتيين يعلو فوق انتخابات مجلس الأمة التى تُجرى لأول مرة فى عهد الأمير الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وهو الذى قرر حل المجلس السابق (الذى انتخب العام الماضى فقط) فى مرسوم أميرى؛ بسبب ما يدور فى مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية فى إبراز الاحترام الواجب للمقام السامى وبعد استخدام العبارات غير المنضبطة..
كما أن مجلس الأمة عاش خلال السنوات الأخيرة مرحلة عدم استقرار، حيث تعتبر هذه الانتخابات هى الرابعة خلال 4 سنوات لم يكمل خلالها أى مجلس مدته الدستورية «4 سنوات» وقد تم حل البرلمان 12 مرة خلال 61 عاماً.. وتأتى أهمية المجلس الحالى فى أنه سيعتمد اسم ولى العهد الجديد الذى سيقدمه أمير البلاد خلال عام من توليه الحكم (ديسمبر الماضى)، وفقاً للدستور، وإذا رفض البرلمان الاسم سيضطر الشيخ مشعل إلى إرسال 3 أسماء إلى مجلس الأمة ليختار أحدهم، بالإضافة إلى قضايا كثيرة أخرى منها التجنيس وغيرها.
لم يمنع شهر رمضان وطقوسه الكويتيين من الذهاب إلى صناديق الانتخاب التى فتحت من الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى منتصف الليل وجاءت نسبة التصويت 62٪، وبالمناسبة هى ثانى انتخابات تجرى فى شهر رمضان حيث أجريت الأولى عام 2013 وجاءت نتيجة الانتخابات التى بدأ الإعلان عنها وقت السحور بتغيير حوالى 22٪ «11 نائباً» فى المجلس، ورغم أن المعارضة تراجعت نسبتها قليلاً فى برلمان 2023 لكنها ما زالت تحتفظ بالأغلبية وهو ما يهدد بظهور أزمات جديدة بين الحكومة والبرلمان خلال الفترة المقبلة.
خسر الإخوان مقعدين من إجمالى ثلاثة مقاعد لكن مقاعد الشيعة والسلفيين زادت قليلاً واحتفظت الوزيرة والنائبة السابقة جنان رمضان بوشهرى بمقعدها؛ لتكون السيدة الوحيدة بمجلس الأمة كما حدث فى برلمان 2023، بينما أخفقت 11 سيدة ترشحن فى الانتخابات لكن لم يحصلن على أصوات تقربهن من المنافسة. وتبقى المعركة الأهم هى رئاسة المجلس التى ستنحصر بين مرزوق الغانم رئيس المجلس الأسبق الذى جاء فى المركز الأول بدائرته وأحمد السعدون رئيس برلمان 2023 الذى حل خامساً بدائرته وظهور مرشح جديد هو فهد بن جامع الذى أعلن عزمه الترشح وهو نجل زعيم قبلى بارز وحصل على عدد كبير من أصوات الناخبين.
فى الكويت أيضاً التقينا فى جلسة ودية مع غانم الغانم سفير الكويت بالقاهرة الذى يقضى شهر رمضان هناك وقد لعب دوراً كبيراً فى عودة التأشيرات للمصريين مرة أخرى خلال الفترة الأخيرة. وأكد السفير الغانم على تطور العلاقات المصرية الكويتية خلال المرحلة المقبلة خاصة مع زيارة الأمير مشعل المرتقبة إلى القاهرة نهاية شهر أبريل، مشيراً إلى أهمية زيادة التبادل التجارى نظراً لأهمية مصر ودورها فى المنطقة وعلاقاتها التاريخية مع الكويت.