الإمام الطيب يوضح معنى «الضار» بالنسبة للذات الإلهية

الإمام الطيب يوضح معنى «الضار» بالنسبة للذات الإلهية
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن اسمي الله الضار والنافع لم يردا بصيغة اسم الفاعل في القرآن الكريم، وورد عن النبي في القرآن الكريم أنه قال: «قل لا أملك نفسي نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله»، ونجد أن هنا استثناء أن الضر والنفع سيكون بمشيئة الله، ولهذا وردت وكأنها مصدر.
دلالة ذكر أسماء الله في القرآن
وأضاف الطيب، خلال برنامجه «الإمام الطيب»، المذاع على فضائية «الناس»، أن أخذ اسم الفعل الضار والنافع من الفعل ليس دلالة مباشرة، لافتًا إلى أن هناك فارق ما بين دلالة النص والمفهوم.
وتابع: «لفظ أربعة مثلًا هو تكرار للواحد أربع مرات، وهذا ما يعد دلالة النص في محل النطق، ويدل دلالة أخرى لازمة خارجة عن دلالة النص تسمى دلالة مفهوم النص».
دلالة الألفاظ في القرآن
واستكمل: «لفظ الضر والنفع في القرآن بصيغتي المضارع واسم الفاعل، جاء في صيغة المضارع للدلالة على أنه لا يصح أن يعبدوا مالا يضرهم ولا وينفعهم، ولهذا جاءت هذه الألفاظ لتفرض أنك لو لم تستلزم أن الله هو الضار النافع عقلًا، لبطلت هذه النصوص».
وأوضح الطيب، أن الضرر عند المعتزلة، لا يأتي من الله إلا إذا كان في مقابله عوض، وهو في حقيقته ليس ضرر، وإنما هو ضرر مؤقت يأتي بعده نفع كبير من الله.
وتابع الطيب، «وعند الأشاعرة يقولون إنهم يفهمون كلمة الضار في إطار أن الله عز وجل قد ثبت له العدل، وأنه حرم الظلم على نفسه»، وقال: « يعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا».
وأشار الإمام، إلى أنه يجب أن نتفهم أنه الضار والنافع مع وجود العدل، فإذا لم نعرف حكمة هذا الضرر أو لم نعرف فهو حسن من الله، لافتًا إلى أن أهل السنة جميعًا يقولون أن الضرر يكون بنفع حتى ولو كانت حكمته خافية ولا نعملها، ولكن علينا أن نعلم أن هناك ضوابط للعدل وعدم الظلم لدى الله عز وجل.
واستكمل: « ما يصيب الإنسان في الدنيا لا يسمى ضررًا، إلا إذا سمي الدواء ضررًا، لأن الله سبحانه وتعالى يضر الإنسان لمصلحته، بمعنى يلحق الله به ما يتعلم منه فقط، وليس بمعنى أن الله يفعل به هذا ليضره».