د. محمد صلاح البدري: جمهورية جديدة من العاصمة الإدارية..!

كتب: محمد صلاح البدري

د. محمد صلاح البدري: جمهورية جديدة من العاصمة الإدارية..!

د. محمد صلاح البدري: جمهورية جديدة من العاصمة الإدارية..!

لم أكن أتمنى أن يتم تنصيب السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة رئاسية جديدة بشكل أفضل مما يتم الآن.. ففكرة أن يتم التنصيب فى العاصمة الإدارية الجديدة، وبالتزامن مع الافتتاح المبدئى لهذا المشروع الكبير، لهى أفضل احتفال بتنصيبه لفترة رئاسية ثالثة.. وأفضل إعلان عن تلك الجمهورية الجديدة التى رفع شعارها الرئيس منذ أن تولى مقاليد الحكم منذ سنوات عشر..!

لم تكن العلاقة أبداً بين عبدالفتاح السيسى وهذا الشعب علاقة تقليدية بين مواطنين ورئيس دولتهم.. ليس لأنه كان وما زال شريفاً، أو حتى لأنه أتى بدعوات شعبية وتأييد لم يحدث لرئيس من قبل.. فما حدث خلال السنوات العشر الماضية لم يكن تقليدياً على الإطلاق..!

الأمر لم يكن خافياً على أحد.. فالدولة التى تولى قيادتها هذا الرجل ليست تلك الدولة التى نعيش فيها الآن بكل تأكيد.. لقد كانت دولة تعانى من ويلات اختطاف فكرى لعام كامل مر عليها شديد القسوة.. سبقته أعوام طويلة عانت من الهدم المنظم لكل مؤسساتها عبر عقود ثلاثة.. هدم كان هدفه الأول والأهم الحفاظ على السلطة الحاكمة.. وحماية رأس الدولة وشلته من المنتفعين..!

كانت دولة يعانى مواطنوها من ويلات فيروس «سى».. أحد أقسى الأوبئة التى عصفت بأكباد هذا الشعب.. دولة تحمل فى رحمها عشوائيات كانت كفيلة بإنتاج نسبة غير قليلة من هذا الشعب قادرة على هدم أى إنجاز..!

لقد كانت «شبه دولة»، كما وصفها وهو محق فى وصفه.. لتتحول فى سنوات عشر لدولة جديدة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ..!

دولة كانت فى مخيلته فى ظل هذا كله.. بل كانت أحلام هذا الرجل تفوق كل ما حدث وكل ما رأيناه على أرض الواقع.. وكان مجهوده يفوق كل مجهود بُذل، ربما عبر تاريخ هذا الوطن..!

لقد كانت، وما زالت، العلاقة بين عبدالفتاح السيسى وهذا الشعب علاقة من نوع خاص.. ليست هى العلاقة الهشة التى يمكن كسرها بدعوات مغرضة.. ولا هى العلاقة القائمة على المنفعة أو الرشاوى السياسية التى برع كل الرؤساء عبر تاريخ هذا الوطن فى ممارستها.. لقد راهن الرجل على الناس وحدهم.. وقرر الشعب أنه لن يخذله..!

هى علاقة خاصة من طراز رفيع.. علاقة مكّنته من اتخاذ معظم الإجراءات القاسية التى جبُن مَن قبله على اتخاذها مراهناً على شعبيته.. وشعبيته وحدها.. ومرت دون مشكلة تُذكر..!

علاقة جعلته يظهر مبتسماً فى أحلك اللحظات.. جعلت الناس يكفيها أن يخرج عليها فى خضمّ أزمة ليصارحهم أو حتى ليعترف بها أمامهم.. فيسكنوا ويرضوا لأنهم اطمأنوا إلى أنه يعرف.. ويثقون أنه لن يهدأ حتى يجد لها حلاً..

جعلت هذا الوطن يمر بكل اللحظات القاسية.. وهو يدرك جيداً أنها ستمر وأن القادم أفضل دون أى ضمانات.. فقط لأنه يثق بالسيسى..!

إرهاب، تعويم، أزمة كهرباء، كورونا.. وغيرها من الأزمات التى مرت علينا معه.. أزمات جعلت الشعب أكثر صلابة.. ومرورها خلق حالة مستديمة من الثقة به.. وجعلت الجميع يؤمن أن الله معنا.. لأننا نستعين به وحده..!

هى حقيقة لا يدركها البعض ممن يراهنون على غضب الشعب من الأزمة الاقتصادية.. ولا يستوعبها من يحاول الاصطياد فى الماء العكر ويتاجر بأزمات حدثت وما زالت دون أن يملك حلاً واضحاً لها.. ودون أن يمتلك الشرف الكافى ليذكر للناس أسبابها الحقيقية أو يسرد مقابل ما تم إنجازه بجوار ما يدّعى أنه إخفاق..!

إن تنصيب الرئيس فى عاصمته التى أصر على إنشائها ونجح فى إصراره لهو خير دليل على أنه يؤمن بما يفعل.. وأنه يثق فى الله وفى علاقته بهذا الشعب.. وإثبات واضح أن أحداً لن ينجح فى شرخ هذه العلاقة أبداً.. وإن حاول بعد عمره عمراً.. أو هكذا أعتقد..!


مواضيع متعلقة