"الوطن" تنشر نص كلمة الطيار سامح الحفني في افتتاح متحف "مصرللطيران"

"الوطن" تنشر نص كلمة الطيار سامح الحفني في افتتاح متحف "مصرللطيران"
تنشر "الوطن" كلمة الطيار سامح الحفني في افتتاح المرحلة الأولى من مشروع متحف "مصر للطيران":
الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني:
رؤساء مجالس إدارات الشركة القابضة لمصر للطيران السابقين:
الأستاذ محمد الإتربي رئيس مجلس إدارة بنك مصر:
الأستاذ رشاد رفاعي رئيس مجلس إدارة شركة مصر للسياحة:
المهندس محمد فاروق بدوي مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي: الأستاذ سمير عبدالرؤوف رئيس نادي الطيران المصري:
الأستاذ حسن شحاته رئيس النقابة العامة للنقل الجوي:
السادة رجال الصحافة والإعلام، منبر "مصرللطيران" لجمهورها
السيدات و السادة الحضور:
أسعد بمشاركتكم لنا اليوم، نحن أبناء الشركة الوطنية مصرللطيران، بمناسبة العيد السنوي الـ83 لشركتنا. ولا جدال في أن مجرد ذكر تاريخ 7 مايو كفيل بإثارة مشاعر الامتنان والتقدير لأجيالٍ مضت عملت على وضع حجر أساس لصرح اقتصادي كبير يحمل على جناحيه على مدار ثمانية عقود الكثير من تاريخ و ذكريات مصر، ليجوب أنحاء العالم من مدينة إلى أخرى.
ولأن البدايات دائمًا ما تأتي صعبة، علينا أن نذكر أسماء من حاولوا تجاوز هذه الصعوبات ليحققوا لنا إنجازًا نفخر الآن بانتمائنا له، ولعل أول ما يتبادر في الذهن فور سماع اسم "مصرللطيران" هو طلعت باشا حرب، أحد المؤسسين الأوائل للشركة سواء في دعمه وتكريمه لمحمد صدقي الموظف ببنك مصر أول من نجح في الوصول بطائرته من برلين بألمانيا للقاهرة، أو من خلال تأسيس ودعم بنك مصر لشركة الطيران الجديدة التي تحمل اسم الوطن بعنوان الخطوط الهوائية المصرية Misr Airwork، ضمن مؤسسات عديدة أسسها طلعت حرب الاقتصادي الوطني الكبير لتحمل اسم مصر.
وأود أن أُلقي الضوء على هذه الشخصية العظيمة التي كانت الهوية المصرية مصدر فخر واعتزاز لها.. فقد عمل طلعت حرب بعد إنشائه لبنك مصر في 1920، على تحقيق نهضة اقتصادية شاملة قامت على إنشاء 22 شركة تحمل اسم الوطن من أهمها مطبعة مصر، وهي: "مصر لحليج الأقطان، مصر للتمثيل والسينما، استوديو مصر، مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، مصر للكتان، مصر لمصايد الأسماك، المصرية لنسيج الحرير، مصر للنقل والملاحة، مصر لتصدير الأقطان، مصر للطيران التي تعتبر الشركة الوطنية الرائدة في مجال الطيران، مصر لعموم التأمينات، مصر للملاحة البحرية، مصر للسياحة، بيع المصنوعات المصرية، مصر احتفالنا هذا العام جاء مختلفًا، حيث نفتتح معكم اليوم المرحلة الأولى من مشروع متحف مصر للطيران، في محاولة منا لتقدير جهود السابقين بتوثيقها وتعريف الأجيال الجديدة من أبناء الشركة، بما قاموا به من جهود لحفر اسم هذه الشركة في سماء الطيران العالمي طوال 83 عامًا.
ولايفوتنا في مثل هذه المناسبة السعيدة ذكر جزء لو بسيط مما بذله رؤساء مجلس الإدارة السابقين علي مدي تاريخ الشركة من مجهود ضخم للحفاظ على اسم مصر للطيران الذى عَلا بمجهود من سبقنا من أجيال، وظل محافظًا على تلك المكانة بفضلهم.
ولا يمكن أن نتحدث عن تاريخ مصرللطيران دون أن نشير لفترة رئاسة اللواء محمد فهيم ريان للشركة و التى استمرت لمدة 22 عامًا شهدت خلالها مصرللطيران أزهي عصور النجاح والتقدم فقد قام بتطوير أسطولها، وأصبح لديها 30 طائرة حديثة، و مراكز هندسية للصيانة و أخرى للتدريب على أعلى المستويات، وكوادر بشرية في غاية الكفاءة وأنشأ مجمعاً للبضائع ومستشفي ومبني اداري لمصرللطيران واقام بنية اساسية قوية.
اللواء طيار عبد الفتاح كاطو الذى شرُف بأن يكون أول رئيس لمجلس إدارة الشركة القابضة لمصرللطيران بعد تحويلها لشركة قابضة تتبعها 7 شركات، و كانت مصرللطيران فى أزهى عصورها فى ذلك الوقت
و لولا جهود اللواء مهندس عاطف عبد الحميد فى مصر للطيران لما أصحبت الشركة جديرة بتلقى دعوة الانضمام لتحالف ستار العالمى، كما زادت الشركة من أسطولها فى عهده بالتعاقد على الطائرات الجديدة من طراز B.737/800 والـ B.777/300 والـ A.330/300.
و كان للطيار توفيق عاصى مكانة خاصة فى قلوب أبناء الشركة كونه أول طيار مدنى يحمل راية قيادة الشركة وانضمت مصرللطيران فى عهده رسميًا لتحالف ستار و أولى اهتمامًا خاصًا بالعنصر البشري بالشركة.
أما المهندس حسين مسعود فقد استطاع العبور بالشركة لبر الأمان بعد مرحلة عصيبة مرت بها بعد ثورة 25 يناير، و حصلت مصرللطيران في عهده على العديد من الشهادات الدولية والجوائز التقديرية وارتقى بمستوى الخدمة في شتى المجالات وتولى رئاسة العديد من المناصب الدولية و لازال حتى هذه اللحظة مشاركًا لأبناء الشركة فى الكثير من مناسباتهم.
•ثم تسلم الراية الطيار حسام كمال أحد أبرز الطيارين الشباب بالشركة ليكون الرئيس الثامن عشر و يستكمل بدوره تحمل المسئولية لتنطلق مصرللطيران بجهود أبنائها المخلصين إلى آفاق المستقبل المشرق و لعل لحظة توليه منصب وزير الطيران المدنى كانت مصدرًا للفخر لنا كونه أول ابن للشركة يتولى هذه المسؤولية.
و بلا شك يمثل متحف مصر للطيران واجهة مُشرفة للشركة أمام زائريها، و ستكون زيارته على رأس أجندة جولاتهم بالشركة و صروحها العديدة. كما سيكون مرجعًا ثمينًا للباحثين والمتخصصين فى عالم الطيران و تاريخه، بما يضمه من معلومات موثقة.
يضم متحف مصر للطيران العديد من الصور ونماذج لطرازات أسطول الشركة بدءً من الطائرات دى هافيلاند دراجوان 64 و 84 و التى كانت نواة للتدريب وتشغيل الخطوط المنتظمة و حتى أسطول الشركة الحالى الذي يضم أحدث الطرازات ، كما يضم المعرض صورًا أخرى لمناسبات الشركة المختلفة و وصورًا تاريخية لأبرز الشخصيات في تاريخ الطيران المدني ومصرللطيران والذين كان لهم علامات بارزة في النهوض بالشركة علي مدي تاريخها، و المشاهير و القادة والزعماء الذين فضلوا السفر على متن طائرات مصرللطيران، بخلاف عملات معدنية و طوابع بريدية تذكارية للشركة.
وسيتم استكمال العمل في هذا المشروع في الفترة القادمة من خلال تعزيزه بإصدار كتاب تذكاري عن تاريخ مصرللطيران بالكامل وأفلام وثائقية عن بدايات تجربة الطيران وتاريخ الشركة، إيمانًا منا بأن المؤسسات الكبري لابد أن تحرص علي تخليد تاريخها لاستكمال مسيرة النجاح.
كما يسعدنى فى هذا اليوم العزيز لدى جميع أبناء مصرللطيران أن يتم تكريم الموظف المثالى بالشركة القابضة و الشركات التابعة، و هى خطوة بدأناها فى العام السابق و أتمنى أن تصبح تقليدًا تنتهجه الشركة كل عام، تشجيعًا لأبنائها على بذل المزيد من العطاء لكيان مصرللطيران.
اختتم كلمتي بتوجيه الشكر للسيد الطيار حسام كمال وزير الطيران والسادة الوزراء ورؤساء شركات مصرللطيران السابقين وضيوفنا الكرام علي تلبية دعوتنا ومشاركتنا هذا الاحتفال.