"الصحة العالمية": إفريقيا والشرق الأوسط الأعلى إصابة بـ"الإيدز"

كتب: أمينة مجدي

"الصحة العالمية": إفريقيا والشرق الأوسط الأعلى إصابة بـ"الإيدز"

"الصحة العالمية": إفريقيا والشرق الأوسط الأعلى إصابة بـ"الإيدز"

يعد مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" من أخطر الأمراض، التي انتشرت أوائل القرن العشرين ويصل عدد المصابين بالإيدز نحو 50 مليون شخص طبقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة تزيد معدلاتها في الدول النامية، رغم جهود الوقاية التي تبذلها. وبلغ عدد الوفيات بسبب الإيدز في العام قبل الماضي نحو مليونين و600 ألف حالة، أكثر من 25 مليون من الأطفال، فقدوا أحد والديهم أو حتى الاثنين معًا بسبب الإيدز، وهو رقم قابل للزيادة، وتعد إفريقيا ودول الشرق الأوسط هي المحيط الأكثر تأثرًا بذلك المرض، ففي مصر يصل عدد مرضى نقص المناعة المكتسبة لنحو 8 آلاف مريض. يقول دكتور عبدالهادي مصباح أستاذ المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، إن من أخطر مسببات المرض هي غياب الوعي الصحي، وخاصة في الأماكن التي تمثل بؤرة الانتشار مثل إفريقيا ودول الشرق الأوسط ونقل الدم الملوث أو أحد مشتقاته والاتصال الجنسي العادي والشاذ واستخدام الحقن الملوثة بالفيروس. وأضاف أنه يحدث ذلك في تعاطي المخدرات أو الإهمال في مستوى النظافة والتعقيم في المستشفيات، وإعادة الحقن من شخص حامل المرض لآخر يصبح ضحية هذا فضلاً عن طريقة التعامل مع المرض من قبل المريض نفسه، الذي يحاول إخفاء حقيقة مرضه، وسرعان ما يظهر نتيجة انهيار جهاز المناعة، كما يحدث في مصر ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تزيد فيها نسبة الإصابة في الوقت التي تنخفض فيه معدلاته عالميًا نتيجة ظهور العلاج بالكوكتيل الدوائي المكون من ثلاثة إلى أربعة أدوية، الذي يقضي على الفيروس في دم المريض وأظهر نتائج جيدة في تقلقل نسبة انتشار العدوى من الأم الحامل إلى الجنين بنسبة تتراوح من 15% إلى 05%. وفي سياق متصل، أكد دكتور هاشم بحري أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي جامعة الأزهر، ضرورة تغير نظرة المجتمع لمرضي الإيدز فكثير منهم ضحايا لا يجب النظر إليهم على أنهم مذنبين، وإذا ما كشفت حقيقة مرضهم يضحوا أسرى لمجتمع يلاحقهم بالنظرات القاتلة، أينما ذهبوا في استهجان وكأنهم أجساد منفرة يجب التخلص منها على وجه السرعة، وكأنهم يستخرجون شهادة وفاته وهم على قيد الحياة تتبعهم الوصمة أينما ذهبوا فينغلقون على أنفسهم وينعزلون عن أسرهم، وهو الأمر الذي يتسبب في إلحاق الضرر النفسي لأولادهم فيصبحوا هم الآخرون ضحايا لمجتمع وأصدر حكمه عليهم دون رحمة، وهو الأمر الذي يعرضهم لحالة من فقدان الثقة وبالتالي الإنعزال عن المجتمع لشعورهم أنهم منبوذين. وأكد أن استمرار التعامل مع المرض بتلك النظرة، سيتسبب في زيادة انتشاره مخلفًا المزيد من الضحايا ولذلك وجب العمل على إعادة تشكيل وعي المجتمع فيما يتعلق بمرضى نقص الإيدز وذويهم.