تفاصيل انشقاق الكنيسة الأرثوذكسية فى أمريكا

تفاصيل انشقاق الكنيسة الأرثوذكسية فى أمريكا
أثار قرار الأنبا يوسف، أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية للأقباط الأرثوذكس، بتشكيل كيان جديد باسم «كنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية الأمريكية»، جدلاً قبطياً كبيراً، ففيما رآه عدد من الأقباط انشقاقاً وانفصالاً عن الكنيسة، وانسلاخاً عن قبطيتها، وابتعاداً عن الكنيسة الأم بمصر، خرجت الكنيسة ببيان أمس، على لسان الأنبا يوسف، تنفى فيه الانفصال عن الكنيسة الأم، وتؤكد أن الكيان الجديد تابع للكنيسة الأم، وأن الهدف منه خدمة أبناء الكنيسة الذين يحيون فى الثقافة الأمريكية، ويتحدثون الإنجليزية، لإمكانية التواصل معهم وربطهم بالكنيسة.
البداية كانت تداول الأقباط ما نشره موقع إبراشية جنوب أمريكا، حول تشكيل الكيان الجديد، الذى أعلن عنه الأنبا يوسف كاقتراح فى أبريل من العام الماضى، وتحول إلى حقيقة رسمية منذ 5 أيام، بإنشاء كنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية الأمريكية، وتضم 8 كنائس، تقام بها القداسات باللغة الإنجليزية وتناسب الثقافة الأمريكية، من أجل احتياجات أبناء الأجيال الجديدة من الأقباط الأمريكيين، وحينما تناقلت الصفحات القبطية ما نُشر عن الكيان الجديد واتهامه بأنه محاولة انفصال وانشقاق عن الكنيسة، قامت إبراشية جنوب أمريكا بإزالة ما نشره موقعها، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، ونشر الأنبا يوسف بياناً توضيحياً على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، يدافع عن الكيان الجديد، قبل أن يزيله بعدها بساعات قليلة، الأمر الذى زاد الشائعات لتخرج الكنيسة لمواجهة ما يتردد من خلال بيان رسمى باسم الأنبا يوسف، خلال منتصف ليل أمس الأول.
وأكد الأنبا يوسف أن الكنائس التى أعلن مؤخراً عن افتتاحها هى كنائس قبطية أرثوذكسية، وتمت بتوجيه من البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتهدف إلى خدمة أبناء الكنيسة الذين يحيون فى الثقافة الأمريكية، ويتحدثون الإنجليزية، لإمكانية التواصل معهم وربطهم بالكنيسة، بلاهوتها وطقوسها وأسرارها، مشيراً إلى أن هذه الكنائس مسجلة باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وحسب بيان الأنبا يوسف، الذى وضعه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى، قبل حذفه، وحصلت «الوطن» على نسخة منه، قال فيه إن الرب حينما أسس الكنيسة أمرهم بالكرازة لكل العالم، ولما بدأت الكنيسة تنتشر فى كل العالم كانت هناك عقبتان تقابل انتشارها وهما «اللغة والثقافة»، وأن «الروح القدس» الذى لا يرتبط بثقافة معينة ولا بلغة معينة أعطى حلاً لهاتين العقبتين قبل ذلك من أجل انتشار الكنيسة، وأنه حين بدأت الخدمة فى المهجر وجدت هاتان العقبتان، وتساءلنا: «هل يريد الله منا أن تكون كنيستنا كنيسة للمهاجرين فقط أم تخدم أيضاً أبناء البلد الذى هاجرنا إليه، وكانت الإجابة واضحة أن الله يريد أن تكون الكنيسة للخليقة كلها، وأيضاً حينما يقام أسقف فهو يقام على المدينة كلها وليس على فئة معينة، فأسقف المهجر هو راعٍ لكل المدينة بمن فيها من مهاجرين وأبناء لبلد الهجرة».
وتابع أسقف جنوب أمريكا: وهنا وجدنا أمامنا مجموعتين من الشعب، مهاجرين وأمريكان، وكان لزاماً علينا أن نخدمهم دون أن نثقل عليهم كما أمرنا «الروح القدس»، وبدأنا نستخدم اللغة الإنجليزية كلغة أساسية فى صلواتنا مع الحفاظ الكامل على التراث القبطى من ألحان وأيقونات ولغة ومعمار وتاريخ وطقس، وظننا أننا تغلبنا على كل العقبات ولكن فى الحقيقة صارت مشكلة الثقافة عقبة أمام الأمريكان لأنهم كانوا يشعرون دائماً بأنهم ضيوف، وهو نفس الشعور حين تحضر قداساً فى كنيسة شقيقة تفهم لغتها ولكنك غريب عن ثقافتها، ومن هنا وجدنا لزاماً علينا التغلب على العقبة الأخرى وهى الثقافة، وبعد صلوات كثيرة ومشاورات عديدة رأينا تأسيس كنائس تخدم الثقافة الأمريكية، وكالعادة، وكما حدث فى أيام الرسل، خرج قوم يزعجون المؤمنين بأقوال مقلبين نفوسهم، ولكى لا تعطى فرصة للشيطان أن يقاوم عمل روح القدس نؤكد أن الاسم الرسمى لهذه الكنائس فى التسجيل الرسمى هو (كنيسة القديس.. القبطية الأرثوذكسية)، وتم تسجيل هذه الكنائس بنفس القانون الموحد الموقع من البابا الراحل شنودة الثالث و11 أسقفاً من اللجنة المجمعية للمهجر، وأن هذه الكنائس لن تمس التراث القبطى من ألحان وعقيدة وطقس ومعمار، فمثلاً لن تكون القداسات أو الصلوات الليتورجية أقصر ولن يتم إدخال عناصر غريبة عن ليتورجياتنا القبطية من آلات موسيقية أو ترانيم فى قداساتنا وصلواتنا الليتورجية، بل ستلتزم هذه الكنائس التزاماً كاملاً بكل التراث القبطى الذى تسلمناه من آباء الكنيسة.