أمر زعيم الحشاشين اتباعه بقراءته.. ماذا قال طه حسين عن كتاب رسائل إخوان الصفا؟

أمر زعيم الحشاشين اتباعه بقراءته.. ماذا قال طه حسين عن كتاب رسائل إخوان الصفا؟
يفرض حسن الصباح «كريم عبد العزيز» في الحلقة الـ 20 من مسلسل «الحشاشين» نفوذه على أتباعه ورؤيته الخاصة، مُوجها زيد بن سيحون «أحمد عيد»، أحد أجنحة دعوته، لتوفير سبل الدعم الروحي والفكري لأتباعه بالقراءة، إلى جانب الدروس الدينية، وحدد «الصباح» عددا من الكتب ليقرأها الاتباع، أبرزها «رسائل إخوان الصفا»، وفي التقرير التالي نقدم أبرز المعلومات عن الكتاب المشار إليه في المسلسل.
وكتاب «رسائل إخوان الصفا» وضعه في القرن الرابع الهجري مجموعة من الفلاسفة عَلى مَذهَبِ الشِّيعةِ الإِسماعِيلِيةِ، وغير معروف أسمائهم، ويضم الكتاب الآراءِ الفَلسَفِيةِ والعِلمِيةِ فِي ذَلكَ الوَقت، وقد كان «الحشاشين» بزعامة حسن الصباح على هذا المذهب.
طه حسين يكشف ظروف إصدار الكتاب
يشير الدكتور طه حسين في مقدمة إحدى الطبعات، عن ظروف إصدار الكتاب، إن هذا العصر شهد ظاهرتين متناقضتين: ظاهرة الانحطاط السياسي والرقي العقلي، بقيت لنا آثار مختلفة كثيرة، لعل أظهرها وأقواها وأشدها تشخيصًا لهذا العصر هذا الكتاب الذي أقدِّمه إلى القراء، وهو «رسائل إخوان الصفاء»، فهذا الكتاب يمثل أصدق تمثيل وأقواه هاتين الظاهرتين المتناقضين.
ولفت إلى أن «الذين كتبوه جماعة لا نكاد نعرف منهم أحدًا؛ لأنهم كانوا يعملون من وراء ستار، وكانوا يعملون لغرض سياسي قبل كل شيء، فهم كانوا خصومًا للنظام السياسي القائم في بغداد كما لم يكونوا أنصارًا مخلصين للنظام السياسي القائم في القاهرة، لم يكونوا يرتاحون إلى خلافة العباسيين، ولم يكونوا يحبون خلافة الفاطميين، وإنما كانت لهم أغراض سياسية متطرفة مسرفة في التطرف، فهم من غلاة الشيعة ولعلهم من الإسماعيليين».
وذكر طه حسين في المقدمة: «كان هؤلاء الناس إذن يعملون من وراء ستار، ويؤلِّفون جماعة سرية، وكان قوام جماعتهم هذه فيما يظهر، سياسي وعقلي، فهم يريدون قلب النظام السياسي المسيطر على العالم الإسلامي يومئذٍ، وهم يتوسلون إلى ذلك بقلب النظام العقلي المسيطر على حياة المسلمين أيضًا».
موضوعات كتاب إخوان الصفا
وأشار إلى أن «رسائل إخوان الصفا» هذه أشبه شيء بدائرة معارف فلسفية علمية جمعت كل ما لم يكن بد من تحصيله للرجل المثقف حقًّا في ذلك العصر، ولكنها جمعت ذلك كله على شيء من النظام.
وقدم الدكتور طه حسين رؤية نقدية للكتاب، مشيرا إلى أبرز الجماليات الفنية، من جانب إلا أنه وجه بضرورة الاحتياط لخطاب هذه الرسائل وأغراضها: «على أن من الحق أن نَلفت الناس إلى أن هذه الرسائل لم تقصد بها الفلسفة من حيث هي، ولا العلم من حيث هو، وإنما أُريد بها تكوين ثقافة معينة تهيئ لنحو من السياسة معين، ففيها من التأويل والدوران، وفيها من الحيل والخيال ما يحسن الالتفات إليه والاحتياط منه».