الدراما العربية
قرأت مقالا لرئيس تحرير جريدة عربية مشهورة يتناول فيه موضوع الدراما المصرية في شهر رمضان، قال إنه لولا الدراما المصرية وغزارة إنتاجها وتنوع موضوعاته لرزحت الشعوب العربية وغرقت في دراما الدول المجاورة التي تشحذ قواها الناعمة تجاه شعوبنا خاصة في مجال الفنون والدراما على رأسها لأنها تدرك مدى تأثير الدراما ولقرب ثقافات شعوبنا الإسلامية المجاورة.
أتفق مع الزميل نسبيا فيما قاله عن تأثير الدراما المصرية وإن كنت أتوقف أمام تعبير الدراما المصرية وأرى أنه يجب أن يكون "الدراما العربية".
من الضروري أن تكون العبارة -الدراما العربية- فالتكامل بيننا كشعب واحد موجود، واللغة سائدة، والثقافة واحدة، والتاريخ معروف وترسيخ التعبير يوسع من رقعة تناول الدراما المصنوعة في مصر لموضوعات وقضايا شتى في الوطن العربي، وهذا جزء من التكامل الذي ننشده، فإذا لم نستطع التكامل في مجالات أخرى، فليكن تكاملنا في عقول وأذهان وضمائر الناس.
لقد زرت غالبية الدول العربية فلم أجد أمرا يجمع بين شعوبها مثل الدراما والسينما والمسرح ، واللهجة العامية المصرية، قد لا يفهم المغربي لهجة الأشقاء الشوام أو الخليجيين وقد لا يستوعب المصري لهجة الأشقاء الجزائريين، لكن الجميع يفهمون ويمكنهم أن يتكلموا باللهجة العامية المصرية، فهي وسيلة إيجابية للغاية لتوحيد ثقافتنا ومشاعرنا وتقريب مجتمعاتنا العربية ما يجعلنا جميعا نفهم بعضنا البعض، ليس في محيط اللغة فحسب ولكن أيضا في مختلف القضايا المشتركة.
أراقب بإمعان وجود ممثلين من الأشقاء العرب في الأعمال الدرامية وأرى أنه أمر إيجابي للغاية ، فالمشاركة ضرورية لأن مواطني هذا الفنان أو ذاك يحرصون على مشاهدة مواطنهم في الدراما - المصرية العربية، كما أن مشاركة ممثلين مصريين في أعمال بالدول العربية أمر إيجابي أيضا، نجد أن هذا يتكلم اللهجة المصرية وذاك يتحدث اللهجة الخليجية وبالتالي يتعود الجميع على لهجات الجميع وتسود لهجات وثقافة مشتركة.
كتب أديب خليجي، أن الأدباء العرب خاصة في دول الخليج يجدون صعوبة في الحصول على فكرة رواية أو زاوية درامية لمسلسل أو مسرحية، بينما الأديب أو الكاتب المصري لو جلس على المقهى لخرج بحصيلة يعيش على كتابتها سنة كاملة بسبب غزارة المشاهد وصور الحياة خاصة في المناطق الشعبية.
هي فرصة يجب أن نغتنمها لتوسيع تأثير الدراما –العربية – ولتكن مصر قائدة المسيرة في هذا المجال.