«الشركة المتحدة» كيف ولماذا؟ (6).. البناء الكبير المتكامل
ماذا أعدت «الشركة المتحدة» لهذه المهمة (المعركة) الكبيرة التى فُرضت عليها وكُلفت بتحمل مسئوليتها ودخولها نيابة عن مصر كلها؟! هذا التربص الإعلامى الخارجى بكافة أنواع الحروب الجديدة من قنوات فضائية ومواقع إلكترونية وكتائب إلكترونية توفر لها إمكانيات كبيرة من عناصر وأموال موجودة على كافة التطبيقات من فيس بوك إلى إكس (تويتر) إلى واتس آب وغيرها وتدعمه على الأرض عمليات إرهابية أى حروب الجيل الرابع كما يقول الكتاب؟ كيف ستواجه هذا السيل من الأكاذيب والفبركات والصور المزيفة والفيديوهات المزورة وتشويه الإنجازات والتشويش عليها وعلى افتتاحها والاغتيال المعنوى الذى لا يتوقف للشخصيات العامة والقيادات التاريخية وتزييف التاريخ والعبث الدائم بعقل ووعى الأجيال الجديدة كلها؟!
نقول إنه وفى زمن قياسى وبجهد يمكن أن يروى فيما بعد تحولت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إلى كيان كبير جداً، ربما لا يعرف الكثيرون حجمه، إذ يهتمون بالمنتج أكثر من الاهتمام بالكيان الذى ينتج كل ذلك.. كان على القائمين على الشركة النظر إلى الساحة وما تحتاجه.. نحتاج وتحتاج مصر إلى قناة إخبارية وأكثر.. العالم يحق أن نخاطبه ونتحدث له والداخل يحتاج إلى جرعات مكثفة تنقل للمواطن وقائع ما يجرى له على أرض وطنه.. نحتاج إلى قنوات رياضية تعيد المشاهد المصرى للرياضة إلى شاشة مصرية توفر له أمامها مقعده المناسب.. تنظم عملية البث للمناسبات الرياضية الكبرى وحقوق الأندية والإعلانات وكافة مفردات هذه العملية التى كانت صداعاً موسمياً يدفع ثمنه الجميع.. بمن فيهم جمهور الرياضة وكرة القدم تحديداً.. بل وتنظيم ظهور المعلقين والمحللين الرياضيين على شاشاتها وضبط أداء بعضهم ليصب الجميع فى مسار الأخلاق الرياضية وسمو الرياضة نفسها ولا يكون المعلق أو تكون هذه البرامج محرضاً للجماهير أو عاملاً للتعصب الرياضى.
كان على «المتحدة» تنظيم ملف الدراما كاملاً.. وهو ملف وليس سوقاً.. لأن فى التفاصيل أشياء أخرى غير الربح والخسارة.. وهو ملف غير بسيط ومعقد ممتد من رسائل تتبناها الدولة ويحق للأعمال الدرامية أن تنقلها بكفاءة للمشاهد.. إلى قضايا للمجتمع نفسه يحق مناقشتها (الطلاق وتعدد الزوجات والزيادة السكانية والتعامل مع الأبناء والبطالة والإدمان والميراث ورؤية الأطفال بين المطلقين والخرافة والشعوذة.. إلخ إلخ إلخ)، وعند ذلك هناك نصوص تُكتب وتراجع وتقيم وتوزع على فرق عمل.. وعند ذلك وسط كبير يضم كافة عناصر العمل الفنى من مخرجين مساعدين ومهندسى صوت وإضاءة وديكور ومتخصصى ملابس وإكسسوارات وتجميل.. وهؤلاء بالآلاف يحتاجون للعمل وليس فقط الأبطال ممن نشاهدهم أو أبطال الأدوار الثانية أو الكومبارس أو المجاميع!!!
ما نقصده أن الرسالة مطلوبة.. وقضايا المجتمع يجب مناقشتها وهذا إذا حدث، فهو ربح فى ذاته حتى لو كان الحساب الختامى صفراً.. لكن أيضاً ظهر أمام الجميع بعد اجتماعى آخر وإحساس بالمسئولية تجاه آلاف الأسر خلفهم آلاف البيوت المفتوحة وصناعة مهمة تتيبس بفعل تراجع الإنتاج وعوامل أخرى ليس وقتها الحديث عنها! مع النظر بعين الاعتبار للشركات المرتبطة تماماً بالإنتاج الدرامى كشركات الإنتاج والجرافيك وغيرها وغيرها.
كان على «المتحدة» كذلك النظر إلى الصحف التى تتبعها وآلت إليها وكيفية تطويرها وتحسين حال العاملين بها من صحفيين وموظفين ومحاسبين وكذلك فى المواقع الصحفية والمنصات الإلكترونية.
الموضوع إذن كبير كبير.. وأكبر مما يتخيله المواطن المصرى من مجرد شركة تنتج أعمالاً وبرامج وتصدر صحفاً وقنوات!! لا لا.. الموضوع غاية فى التعقيد احتاج جهداً خارقاً.. السؤال: كيف يمكن قياس ذلك بالأرقام على اعتبار «الرقم حقيقة»، كما يقولون وأنه المعيار الأصوب للحكم على الأشياء؟!
فى الحلقة القادمة سنجيب.