«الشركة المتحدة «كيف ولماذا؟.. (4) الانطلاقة
فى مايو من العام ٢٠١٦ انطلقت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فعلياً، كما قلنا أمس، بدمج كيانات إعلامية أخرى قائمة بهدف تأسيس كيان كبير.. قوى وفاعل، فى ظل مشهد إعلامى مرتبك، وأيضاً فى ظل استهداف الأحوال فى مصر حتى لا يمكن بأى حال أن نجد بلداً فى العالم كله مستهدفاً -وإلى اليوم- بكل هذه الفضائيات والمواقع الصحفية واللجان الإلكترونية و«الجمعيات الحقوقية» الوهمية التى مهمتها فقط إصدار تقارير مشبوهة عن مصر تحمل الانطباع العام بأنها صادرة من جهة مختصة على خلاف الواقع وتتلقف المواقع والفضائيات المذكورة «تقارير الجمعيات» وتصنع منها حالة سلبية ضد بلادنا، فضلاً عن سيل لا ينقطع ولا يتوقف من الشائعات ضد كل شىء وأى شىء فى مصر بهدف صناعة البؤس والاكتئاب، وبالتالى فقدان الشعور بأى تحسن أو تقدم أو إنجاز! ناهيك عن سوق الدراما المتراجع إلى حد التردى والإسفاف والإساءة إلى مصرنا وشعبنا!
انطلقت «المتحدة» منتصف 2016 بميراث لكيانات أخرى لتنجح سريعاً وفى زمن قياسى فى أن تتربع على عرش كبرى المؤسسات الإعلامية بالوطن العربى.. ولتوجد فى الساحة الإعلامية تؤدى دورها المطلوب منها الذى تحملت مسئوليته.. فتكون النتائج فوق ما تخيله الكثيرون بمن فيهم قيادات الشركة وقتها.. أفصحت الشركة عن رؤيتها ولخصتها فى الحفاظ على مكانتنا الريادية -كبلد- فى صناعة الترفيه والإعلام وتخطى الحدود بالعمل من خلال التقنيات والتكنولوجيا المتطورة، وتطوير رواية القصص المبتكرة، مع الالتزام بالمسئولية الاجتماعية والحوكمة الرشيدة، والسعى لتطوير معايير تقديم تجربة الترفيه والإعلام وخلق تجارب لا تُنسى تلقى صدى لدى الجماهير من جميع الأعمار والثقافات.. بينما فى إشارة إلى مهمتها المباشرة والأساسية قالت «المتحدة» إن المهمة الأساسية هى إحياء التراث الثقافى والإعلامى الغنى لمصر من خلال تقديم تجربة ترفيهية إعلامية لا مثيل لها تسعد وتلهم -تسعد وتلهم- الجماهير فى مصر والعالم العربى.. مع التزامنا بدفع عجلة النمو الاقتصادى لبلدنا وإقليمياً من خلال تقديم قيمة استثنائية لمساهمينا ودعم تطوير المواهب والصناعات المحلية.. ليس هذا فقط، بل أعلنتها الشركة صراحة على لسان قياداتها أنها ستهدف وتسعى إلى تحسين جودة وسائل الإعلام وخلق نظام إعلامى مصرى متطور ينتج محتوى مبتكراً باستخدام أحدث التقنيات ليتمكن من خلاله من المنافسة ومواجهة التحديات المتغيرة الحالية والتى ستنشأ مستقبلاً -مستقبلاً- فى هذه الساحة النابضة بالحيوية والديناميكية.. هذه الخطوة سوف تساعد على إعادة دور مصر -دور مصر- القيادى -القيادى- فى صناعة الدراما التى اشتهرت بها على مر العصور، بالإضافة إلى اللهجة العربية المميزة، خصوصاً أن مصر تتمتع بمجموعة كبيرة من الفنانين القدامى فى جميع المجالات.
وأى قراءة، حتى لو عاجلة أو مبسطة، لأهداف الشركة تبرز لنا عدة نقاط.. أهمها على الإطلاق تأمين الوعى الجمعى المصرى بالحفاظ على قيمه وأخلاقياته وبالتالى هويته.. والإيمان بدور مصر ومكانتها وريادتها وضرورة عودتها إلى كل ذلك.. الانتماء العربى البارز فى كل الفقرات المذكورة من اللغة إلى ساحة الفعل، إلى التوجه، وإلى تحديد المتلقى، وأنه ليس فى مصر فحسب، إلى مساهمة كل ذلك ليس فى الترفيه وحده وإنما فى تقدم مصر وتنميتها.
السؤال الذى ينطلق على الفور إلى ذهن أى قارئ: إلى أى مدى نجحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى ذلك؟! .. الحلقة القادمة نجيب..