«الشركة المتحدة» كيف ولماذا؟!.. (٣) الطريق إلى كيان إعلامى كبير!
حتى نستوعب السطور التالية ينبغى العودة للمقالين السابقين وفيهما تمهيد مهم عن المناخ الذى ظهرت فيه فكرة «الشركة المتحدة» التى برزت كدور أولاً قبل الوسائل.. وصولاً إلى الكيان نفسه لندرك أن دورها حتمى ووجودها ضرورى.
منذ 2011 ومحاولات المؤسسات الوطنية للوجود داخل ساحة الفعل الإعلامى لم تتوقف، كللت بعد 2014 بأكثر من كيان قدم جهده فى الحضور الإعلامى من خلال الوجود فى سوق الدراما بإنتاج إعلامى متنوع وكذلك إنتاج برامجى ودور فى الصحافة الورقية والإلكترونية.. ورغم أى ملاحظات قيلت وقتها لكن قدمت هذه التجارب -ومنها إعلام المصريين مثلاً- خلاصة جهدها فى هذا الاتجاه.. لكن بقيت فكرة الحضور الأكبر وليس الكبير على الساحة.. فالتحدى الإعلامى تزايد ولم يتراجع.. حتى أصبحنا الدولة الوحيدة فى العالم التى توجه ضدها وضد شعبها وتاريخها وقياداتها وثقافتها وفنها كل هذا الهجوم الحاصل، وكل تلك القنوات وكل هذه اللجان الإلكترونية التى توحدت فقط ضد مصر رغم تبعيتها لجهات مختلفة ربما تختلف مع بعضها وتتوحد ضد مصر! وانعكس ذلك على اشتعال كافة أساليب الإعلام الجديد.. ولذلك نتحدى أى دولة فى العالم تتعرض وحتى اللحظة لما تتعرض له مصر من كافة صور حرب الجيل الرابع التى يظن البعض بالخطأ أنها «حرب إشاعات» وفقط.. تتم بحملات أكاذيب ضد مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة فى البلاد وعلى القائمين عليها خاصة الوزارات الخدمية كالتعليم والصحة أو القطاعات والملفات المهمة المتصلة بحياة المصريين ومعيشتهم كالاقتصاد والتموين والمعاشات ووسائل النقل والمواصلات والترقيات الوظيفية.. إنما الصحيح أن الإشاعات جزء منها ليس أكثر إنما تمارس عملها أيضاً من خلال تشويه وتزييف تاريخ البلاد وتشويه قادتها بالتزوير وبخلق وقائع تاريخية وتشويه وقائع أخرى من أجل إفقاد الشباب ثقتهم بوطنهم والاعتقاد أنه تاريخ متصل من الهزائم والخيانات والأخطاء وكذلك مسار آخر يتم فيه الاغتيال المعنوى للشخصيات العامة والبارزة وتشويه الرموز فى كافة المجالات وكذلك تركيب الفيديوهات وصناعة محتوى مزور غير حقيقى وتركيب الصور الفوتوغرافية والاهتمام بأحداث محددة للتشويش على أحداث أخرى مهمة كافتتاح مشاريع ضرورية للناس لجذب انتباههم بعيداً وعدم الشعور العام بالإنجازات التى يتم تشويهها أيضاً بحملات مباشرة لشيوع أو السعى لشيوع الإحباط العام فى البلاد، الذى يتحول إلى تشاؤم من المستقبل، ومن ثم إلى يأس وبالتالى يمكن استغلال ذلك ضد الوطن بتحريض المواطنين على الغضب والعصيان!
كل ذلك مع أسباب أخرى كان من بين أسباب التفكير ثم السعى لتأسيس كيان إعلامى أكبر من التجارب التى كانت موجودة وقتها.. كيان يستطيع الوجود فى المنطقة الواقعة بين الخليج والمحيط ويصل إلى كل المتحدثين بالعربية، بل وتصل فعالياته فى قطاعات أخرى كالسياحة والرياضة إلى حتى غير المتحدثين بالعربية.. وليس فقط فاعلاً داخل مصر وحدها.. فالمعركة الإعلامية ضد بلادنا بلغت المنطقة كلها وتصل إلى كل العرب وبالتالى كان على القائمين على الأمر خلق كيان كبير ومؤثر كان وقتها ثمرة اندماج أكثر من مؤسسة أخرى، ومن هنا جاء اسم «المتحدة» وقد أصر أصحاب القرار على أن يكون عنوان الشركة عربياً خالصاً تأكيداً لمعركة الهوية التى نخوضها وهى أصلاً محل عبث كبير من عدة جهات خارجية سنتحدث عنها لاحقاً.. وإلى الحلقة القادمة.