هل استنشاق دخان السجائر أو الشيشة يبطل الصيام؟.. أستاذ شريعة يجيب

كتب: محمد أيمن سالم

هل استنشاق دخان السجائر أو الشيشة يبطل الصيام؟.. أستاذ شريعة يجيب

هل استنشاق دخان السجائر أو الشيشة يبطل الصيام؟.. أستاذ شريعة يجيب

يتجاهل الكثيرون حكم التدخين في نهار رمضان سواء من خلال السيجارة أو الشيشة أو غيرها، ويعتقدون أن الإفطار مباحا، فيجهرون بالشرب في الأماكن العامة وخاصة خلال المواصلات، الأمر الذي يؤذي الكثيرين حال استنشاق الدخان الناتج عن ذلك، لدخوله إلى الجوف من خلال الحلق، فهل يفسد ذلك الصيام؟

الدكتور محمد قاسم المنسي، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، قال إن: «من محاسن الشريعة الإسلامية ومكارمها حماية الإنسان من كل ما يجلب له الضرر أو الأذى في بدنه أو في نفسه؛ ولذلك شرعت الصيام ليكون وسيلة عملية إلى الامتناع عما اعتاده الإنسان في حياته من عادات غذائية أو سلوكية؛ لأن في استسلام الإنسان لعاداته خطرًا كبيرًا على صحته العقلية والنفسية والبدنية».

ضرورة الابتعاد عن التدخين

وخلال تصريحات لـ«الوطن» أوضح المنسي أن الشريعة دعت إلى الإمساك عن الطعام والشراب، لأنه من الشهوات الحسية، والتدخين يُعَدّ من الشهوات التي تقتضي من الإنسان أن يمتنع عنها، وأن يبتعد عن الأماكن التي تسهل الحصول عليها؛ حتى لا ننزلق إليها، فيرتكب بذلك إثمًا في حق نفسه، لافتا إلى أن غياب الحكمة من الصيام عند بعض الناس جعلهم يتصورون أن التدخين لا يفطر، وهذا تصور لا يستند إلى دليل شرعي؛ لأنه كيف تمنع الشريعة في نهار رمضان الطعام والشراب والشهوات المحسوسة، ثم لا تمنع ما هو أخطر على الإنسان من الطعام والشراب، وهو التدخين.

الحكم في التحريم أو المنع

وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية أن كل ما يجلب الضر والأذى للإنسان محرمًا شرعًا، فإن التدخين وما أشبهه، ما ثبت ضرره يقينًا، يكون كذلك محرمًا شرعًا، وإن لم ينص على حرمته بذاته، فالضرر هو مناط الحكم في التحريم أو المنع، أما التعرض لرائحة الدخان فلا يكون من المفطرات؛ طبقًا للقاعدة الفقهية: «يُعفَى عن كل ما لا يمكن الاحتراس أو التحرز منه»؛ لعموم الآيات التي تدل على رفع الحرج والتيسر. 


مواضيع متعلقة