بروفايل| داليدا.. سفيرة الوطن في سنوات الغربة

كتب: علاء عبادي

بروفايل| داليدا.. سفيرة الوطن في سنوات الغربة

بروفايل| داليدا.. سفيرة الوطن في سنوات الغربة

"كلمة حلوة وكلمتين.. حلوة يا بلدي، غنوة حلوة وغنوتين.. حلوة يا بلدي، أملي دايما كان يا بلدي.. إني أرجعلك يا بلدي وافضل دايما جمبك علطول، وذكريات كل اللي فات.. فاكرة يا بلدي". "في الدنيا الكبيرة، وبلادها الكتيرة، لفيت لفيت لفيت، ولما ناداني، حبي الأولاني، سبت كله وجيت وجيت، وف حضنه اترميت وغنيت، سالمة يا سلامة روحنا وجينا بالسلامة". كلمات امتزجت بحب الوطن، غنتها داليدا بإحساس مميز وأسلوب خاص، أثارت في قلوب المغتربين الحنين للوطن، حركت مشاعر من لم يجرب السفر يومًا، غازلتهم بمشاعر وذكريات الحب الأول في سنوات الصبا، بكلمات مثل "وذكريات كل اللي فات.. فاكرة يا بلدي، قلبي مليان بحكايات.. فاكرة يا بلدي، أول حب كان في بلدي، مش ممكن أنساه يا بلدي". هي المطربة الراحلة داليدا، مصرية إيطالية، ولدت بحي شبرا عام 19 يناير 1933، ونشأت كأي طفلة في عمرها، بين أيام الطفولة واللعب والمدرسة والذهاب للكنيسة. وعندما وصلت داليدا لمرحلة النضج والبلوغ، تغيرت طريقة تفكيرها كثيرًا، كانت تمتلك أحاسيس ومشاعر مختلفة عن صديقاتها، حاولت تحطيم قيود الأسرة وتقاليد المجتمع، من عمل أو زواج بصورته الروتينية، ثارت على حياتها العادية وعملها الروتيني كسكرتيرة بشركة أدوية، سعت للبحث عن "التميز"، وسافرت كثيرًا بحثًا عن الشهرة والذات، واستطاعت بأسلوبها الخاص وإتقانها لـ9 لغات، أن تسجل نفسها في تاريخ الفن والغناء. جاءت بداية دخول داليد لعالم الشهرة والسينما، بعد فوزها بمسابقة ملكة جمال مصر عام 1954، وخلال وجودها داخل أحد الاستديوهات، عرض عليها تمثيل دور سينمائي في فيلم "جوزيف آند هيز برازر"، حيث عملت "دوبلير" في بعض مشاهد النجمة جوان هينرييتا كولينس، انطلقت بعدها في عالم الشهرة، بعد عرض الأدوار السينمائية عليها لتنطلق في عالم الشهرة. حصلت داليدا على العديد من الجوائز والأوسمة في مجال التمثيل والغناء، وشاركت في 12 فيلما سينمائيا، ولها أكثر من 500 أغنية بلغات متعددة، كما أنها من أوائل لمطربين الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب. كرمها الجنرال الفرنسي شارل ديجول، ومنحها ميدالية رئاسة الجمهورية كأفضل صوت غنائي، وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية، ووضعت صورتها على طابع البريد، كما صمم لها تمثالًا بالحجم الطبيعي، وضع على قبرها على 2001. شاركت داليدا في فيلم "سيجارة وكأس" عام 1955، وهو أول أعمالها في السينما المصرية، مع المخرج نيازي مصطفي، والذي شاركها بطولته سامية جمال وسراج منير ومحمد رضا. أدت داليدا دور البطولة في فيلم "اليوم السادس" عام 1986، مع المخرج العالمي يوسف شاهين، وشاركها البطولة شويكار وحمدي أحمد وصلاح السعدني وسناء يونس ومحمد منير. جمعتها مع الفنان محمد منير علاقة فنية قوية، حيث كانت تشاركة الحضور في سهراته الفنية مع الراحل أحمد منيب، برفقة الموسيقي الألماني رومان بونكا. رغم النجاحات التي حققتها داليدا على المستوى الفني، وبقدر ما أضافته للفن والسينما والغناء من نجاحات، بقدر ما باءت به حياتها الزوجية بالفشل، لتدخل في مأساة ومعاناة نفسية شديدة بسبب تكرار إخفاقاتها في حياتها الزوجية. تزوجت داليدا بالرجل الذي أحبته، وهو لويسيان موريس، لكن زواجهما لم يستمر سوى عدة أشهر، وانفصلا رغم عشقهما لبعض، ثم تزوجت بعد انفصالها عن معشوقها الأول، الرسام جين سوبيسكي، وانتهى زواجهما أيضًا بالانفصال. توفيت داليدا في 3 مايو عام 1987، بعد انتحارها بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، تاركة خلفها رسالة كتبت فيها، "سامحوني.. الحياة لم تعد تحتمل".