توافق «مصري - أوروبي» لرفض الحرب على غزة واستعادة مسار السلام العادل

توافق «مصري - أوروبي» لرفض الحرب على غزة واستعادة مسار السلام العادل
- السيسي
- الرئيس
- القمة الأوروبية المصرية
- الحرب على غزة
- السيسي
- الرئيس
- القمة الأوروبية المصرية
- الحرب على غزة
يُجري وفد أوروبي رفيع المستوى زيارة مهمة إلى مصر، في إطار المحادثات من أجل تعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، ويشمل الوفد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسوال فون دير الين، برفقة رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكس ميتسوتاكيس.
وترتبط أهمية الزيارة بكونها تأتي في إطار تعزيز جهود التعاون الثنائي، جنبًا إلى جنب مع كونها تأتي بالتزامن مع سياق عام مضطرب يشهده إقليم الشرق الأوسط في الفترات الأخيرة خصوصًا في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي الاعتبارات التي تزيد من أهمية الزيارة، وتعزز الحاجة إلى زيادة أوجه التنسيق والتعاون المصري الأوروبي.
وتأتي الزيارة في ظل مجموعة من السياقات التي تزيد من أهميتها، وهي السياقات التي ترتبط من جانب بمجموعة من التطورات الإقليمية المصاحبة لحرب غزة، ومن جانب آخر ببعض التطورات التي يشهدها الداخل المصري، ويمكن تناول هذه السياقات على النحو التالي:
تداعيات الحرب على قطاع غزة
جاءت زيارة الوفد الأوروبي لمصر في ظل سياق إقليمي هو الأكثر اضطراباً منذ سنوات، وذلك على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والممتدة منذ السابع من أكتوبر2023 وحتى اليوم، وعلى الرغم من أن الموقف الأوروبي إجمالًا في بداية الحرب كان منساقًا وراء السردية الإسرائيلية باعتبار أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تأتي في إطار ردّ الفعل على هجمات السابع من أكتوبر دونما التركيز على السياقات التي ولدت هذه الهجمات، إلا أنَّ هذا الموقف شهد العديد من المتغيرات في الآونة الأخيرة، تجسدت بشكل رئيسي في إدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية، والمطالبة بوقف الحرب، والدعوة إلى توسيع وتيرة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، جنبًا إلى جنب مع تحول استراتيجي مهم يتمثل في التأكيد على ضرورة استعادة مسار السالم العادل وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ولعل هذه المتغيرات التي طرأت على الموقف الأوروبي كانت نتاجًا لجملة من التداعيات المترتبة على الحرب، والمصاحبة لها، وعلى رأسها ضغوط الرأي العام الأوروبي، والتخوف من مغبة الغوص في مقاربة الدعم المفتوح لإسرائيل، جنبًا إلى جنب مع ما أفرزته الحرب من تداعيات على مستوى الاضطرابات الإقليمية، خصوصًا في لبنان وفي منطقة البحر الأحمر، وبالتالي سعت الدول الأوروبية عبر الموقف الجديد إلى الحفاظ على شبكة مصالحها في المنطقة، وهي المصالح التي يمثل الوضع الإقليمي الراهن تهديدًا مباشرًا لها، وبالتالي فإن ملف الحرب في غزة وما خلفته من تداعيات، يُلقي بظلاله على الزيارة الحالية للمسؤولين الأوروبيين إلى مصر، ويزيد من أهمية هذه المباحثات.
التوافقات المصرية الأوروبية حول تطورات المنطقة
شهدت الفترة منذ السابع من أكتوبر 2023، وحتى اليوم، العديد من المباحثات المهمة بين المسؤولين المصريين ونظرائهم الأوروبيين، وخصوصًا المباحثات التي عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع عدد من الزعماء الأوروبيين، على غرار مباحثاته مع المستشار الألماني في 18 أكتوبر 2023 بالقاهرة، ومباحثاته في القاهرة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 25 أكتوبر 2023، واستقباله في 18 نوفمبر لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسوال فون دير الين، وكذا استقبال الرئيس في 24 نوفمبر لرئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، جنبا إلى جنب مع العديد من المباحثات المباشرة والهاتفية الأخرى مع الزعماء الأوروبيين.
وكان اللافت في هذه المباحثات، هو نجاح مصر في بناء توافقات مع القادة الأوروبيين حول جملة من التطورات والقضايا المهمة، سواء ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو ما يتعلق بالتطورات في المنطقة، فعلى مستوى القضية الفلسطينية شهدت المواقف المصرية الأوروبية توافقًا حول جملة من النقاط المهمة، وعلى رأسها رفض العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والمطالبة بوقف إطلاق النار، وتأكّيد ضرورة تكاتف الجهود من أجل التعامل مع الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع، وذلك عبر زيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، جنبًا إلى جنب مع توافقات بخصوص ضرورة استعادة مسار السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعلى المستوى الإقليمي كانت المواقف المصرية الأوروبية واضحة وتشهد توافقًا كبيرًا خصوصا فيما يتعلق بمسائل رفض توسيع رقعة الحرب، وضرورة دعم جهود التسوية السياسية في دول الأزمات، جنبًا إلى جنب مع رفض كافة مظاهر تهديد الأمن الإقليمي.