الصحافة الأمريكية تفضح تواطؤ بايدن
أجابت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن السؤال المطروح منذ بداية العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة ، هل أمريكا متورطة مع إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية عن عجز ، أم تراها متواطئة؟.
أكدت الصحيفة"، تواطؤ "واشنطن"، و إدارة الرئيس "جو بايدن" مع حكومة " تل أبيب " ، في الحرب التي تشنها إسرائيل ، و والتي أسفرت على مدى الشهور الخمسة الماضية عن سقوط أكثر من 30 ألف شهيد من المدنيين الفلسطينيين ، بخلاف عشرات الآلاف من الجرحى .
الصحيفة ( الأمريكية ) كشفت في تقرير لها نشرته في 6 مارس الجاري ، إن الولايات المتحدة أبرمت سرًا مع إسرائيل أكثر من 100 صفقة بيع أسلحة منذ بداية الحرب على غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه أحدث مؤشر على تورط " واشنطن " في الحرب.
و أشارت " واشنطن بوست " أيضًا إلى تأكيدات عدد من المسؤولين الأمريكيين ، خلال جلسة إطلاع سرية داخل الكونجرس ، عن تنوع صفقات الأسلحة التي تسلمتها إسرائيل بالفعل ، بين آلاف الذخائر الموجهة بدقة، والقنابل صغيرة القُطر، والقنابل خارقة التحصينات، والأسلحة الخفيفة، وغيرها من المساعدات القاتلة حسبما أفاد التقرير .
و لفتت الـ " واشنطن بوست " إلى إن تلك الصفقات تمت ، رغم أن كبار المسؤولين والمشرعين الأمريكيين يعربون بشكلٍ متزايد ، عن تحفظاتهم العميقة حيال التكتيكات العسكرية الإسرائيلية.
ما كشفته الصحيفة الأمريكية يمثل فضيحة للإدارة الأمريكية ، بالنظر إلي كونها لم تعلن إلا عن صفقتين فقط من المبيعات العسكرية الأجنبية المعتمدة لإسرائيل منذ بداية الصراع ، الأولى في 9 ديسمبر الماضي ، و تضمنت بيع ما يقرب من 14 ألف طلقة من ذخيرة الدبابات ، بلغت قيمتها أكثر من 106 ملايين دولار ، و الثانية في 29 من الشهر نفسه - ديسمبر الماضي - و تضمنت بيع بنادق ( إم 107 ) عيار 155 ميلي والمعدات المرتبطة بها لإسرائيل ، و بلغت قيمتها 147.5 مليون دولار.
و المثير للدهشة أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" قالت عن هاتين الصفقتين ( المعلنتين ) إن وزير الخارجية " أنتوني بلينكن " هو من أقرهما ، على أساس وجود حالة طوارئ تستلزم بيع هذه الأسلحة على الفور لإسرائيل، مما يعلق شرط مراجعة الكونجرس للصفقة ، اكتفاء بإبلاغه فقط .
و قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها : " نظرًا للاحتياجات الدفاعية لإسرائيل، أبلغ الوزير الكونجرس بأنه مارس سلطته المفوضة في حالة الطوارئ القائمة التي تتطلب الموافقة الفورية على البيع" ، و أكدت الوزارة في البيان : " أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، ومن المهم للمصالح الوطنية الأميركية ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تواجهها ".
و ما يثير السخرية أن " الخارجية الأمريكية " أشارت في بيانها إلى إنها على اتصال دائم مع إسرائيل ، للتأكيد على أهمية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين ( الفلسطينيين ) إلى أدنى حد ! ، و وصفت الصحافة الأمريكية ‐آنذاك - تلك الفقرة تحديدًا ، بأنها استباقية في مواجهة أي انتقادات محتملة للصفقتين ، لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان .
و التقت " واشنطن بوست " مسؤولين و نواب أمريكيين - اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية مناقشة تلك المسألة العسكرية ، و أكد هؤلاء غضبهم من عدم استجابة القادة الإسرائيليين لمناشداتهم ، للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، والسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، والامتناع عن الخطاب الداعي إلى التهجير الدائم للفلسطينيين .
و تعليقًا على صفقات السلاح السرية ذات الرقم المؤلف من ثلاث خانات ، قال " جيريمي كونينديك " ، الرئيس الحالي لمنظمة اللاجئين الدولية ، وهو مسؤول كبير سابق في إدارة " بايدن " : " هذا عدد غير عادي من المبيعات على مدار فترة زمنية قصيرة جدًا ، مما يشير بقوة إلى أن الحملة الإسرائيلية على غزة لن تكون مستدامة بدون هذا المستوى من مبيعات الأسلحة الأمريكية ".
و تساءل النائب الديمقراطي " خواكن كاسترو " عضو لجنتي المخابرات ، و الشؤون الخارجية بمجلس النواب : " لماذا بحق السماء نرسل مزيدًا من القنابل إلى هناك ؟ " ، و اضاف قائلاً : " هؤلاء الناس - مشيرًا إلى أهالي غزة - فروا بالفعل من الشمال إلى الجنوب، وهم الآن جميعًا في قطعة صغيرة من القطاع، وسوف تستمرون في قصفهم ؟".
و أكد عدد من النواب الديمقراطيين عن اعتمادها بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي " بنيامين نتنياهو " ، سوف يتجاهل مناشدات " واشنطن "كما فعل مع الولايات المتحدة في مرات أخرى .
تأكيد صحيفة " واشنطن بوست " على تواطؤ " بايدن " ، يتفق مع قناعة المواطن الأمريكي ، و هو ما كشفه " فيديو " تم بثه مؤخرًا بكثافة ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، و يظهر فيه الرئيس عاجزًا عن استكمال خطاب له ، خلال حملته الانتخابية في ولاية " اتلانتا " ، بعد صراخ الناخبين في وجهه : " اصمت .. أنت ديكتاتور متورط في الإبادة الجماعية .. أرواح شهداء غزة ستطاردكم " .