الدكتور يسري جبر يكتب: اعرف نبيك

الدكتور يسري جبر يكتب: اعرف نبيك
- الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
- الرحمة المهداه
- الإحسان لمن أساء إليه
- النى الكريم القدوة الحسنة
- الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
- الرحمة المهداه
- الإحسان لمن أساء إليه
- النى الكريم القدوة الحسنة
كيف تعامل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم مع المسيئين له؟
أرسل الله نبيه وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين وجميع الناس بشيراً ونذيراً وجعله أسوة وقدوة للناس حتى يتخلقوا به وبأخلاقه فى السر والعلن مع المسلمين وغيرهم.. مع الصالحين والمسيئين. وحديثنا اليوم.. كيف تعامل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم الأسوة والقدوة مع الشخص المسىء؟
هناك عدة طرق تعامل بها النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم مع من أساء إليه:
- إذا أساء إليك شخص بكلمة أو بفعل وجب عليك عدة أمور أولاً: عليك أن تصبر عليه وألا ترد عليه الإساءة بالإساءة
وذلك سنة عن النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم طول حياته فى مكة ويتعامل مع مشركى قريش.. وفى المدينة وفى تعاملاته مع الناس برهم وفاجرهم صغيرهم وكبيرهم كم أسىء إليه كثيراً فى حياته وأثناء دعوته إلا أنه صبر على كل ذلك.
- فإذا زادت الإساءة مرة أخرى عليك أيها الإنسان عليك أن تدعو لهذا الشخص بالهداية ولا تستعجل بالدعاء عليه.. سنة عن النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يعجل بالدعاء على من خالفه ولا من أساء إليه بل كان يدعو له. ويقول «اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون».. وقومه هنا هم الكفار الذين حاربوه وناوؤه العداء بل أرادوا قتله وجيشوا له الجيوش.. وعذبوا أصحابه ومع ذلك النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم دعا لهم بالهداية قال: «لعل الله يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله».
- فإذا استمرت الإساءة بعد ذلك.. بعد الصبر وبعد الدعاء بالهداية.. الطريق الثالث أن تعطيه الهدية... وقال النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم فى الحديث (تهادوا تحابوا)، لذا وجب على السالكين طريق الله عز وجل أن يرتقوا فى معاملاتهم.. وأن يهتدوا بسنة النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم وأن يراقب الإنسان أحوال نفسه.. فهل نحن مع أنفسنا ومع أبنائنا وأقاربنا وفى بيوتنا وفى مجتمعاتنا نتعامل مع من يسىء إلينا مثلما فعل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم؟!!
فعلى كل إنسان منا أن يراقب نفسه فى ذلك. ومنهج النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم هو تنفيذ لكلام الله عز وجل.. حيث يقول الله فى محكم كتابه «فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم». يعنى الشخص الذى بينك وبينه عداوة إذا أعطيته الهدية وتدعو له.. وتحلم عليه.. تنطفئ جذوة نار الإساءة فى قلبه ويحل محلها نور المحبة. - فميزة أهل السلوك إلى الله أنهم لا يعاملون الناس بمثل معاملاتهم... وإنما يجعل يومه وليله ونهاره وأحواله وأكله وشربه كله يحوله إلى عبادات.. وذلك بتجديد النية يجعلها خالصة لله.. كما قال الله عز وجل فى سورة الأنعام: «قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمينَ».