"المؤبد" لـ69 و"المشدد" 10 سنوات لحدثين فى قضية حرق كنيسة كرداسة

"المؤبد" لـ69 و"المشدد" 10 سنوات لحدثين فى قضية حرق كنيسة كرداسة
قضت، أمس، محكمة جنايات الجيزة، بمعاقبة 69 متهماً بالسجن المؤبّد فى قضية حرق كنيسة السيدة العذراء مريم بكفر حكيم فى كرداسة، التى جرت أحداثها بالتزامن مع فض اعتصامى جماعة الإخوان برابعة العدوية والنهضة، كما عاقبت متهمين حدثين فى القضية ذاتها بالسجن المشدّد 10 سنوات، كما غرّمت المحكمة المتهمين الـ69 مبلغ 20 ألف جنيه لكل منهم.
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة، وعضوية المستشارين ياسر ياسين وعبدالرحمن صفوت الحسينى، وأمانة سر أحمد صبحى عباس.
دخل المتهمون القفص الزجاجى فى هدوء تام، واعتلت المحكمة المنصة، وشهدت الجلسة إجراءات أمنية مشدّدة، وانتشر مجنّدون تابعون لمعسكر قوات الأمن فى محيط القاعة من الخارج، وعلى أبوابها، وقال رئيس المحكمة فى منطوق الحكم إن «المحكمة اطلعت على مواد القانون». وأصدر حكمه المتقدم على المتهمين البالغ عددهم 71 متهماً، منهم 21 متهماً محبوساً، و50 هارباً، وبعد انتهاء الأحكام كثّف أفراد الأمن من وجودهم أمام غرفة المداولة، حيث انتظرت هيئة المحكمة لحين تهيئة الموكب الذى أقلهم إلى مكان غير معلوم.
وعلت وجوه أعضاء فريق الدفاع عن المتهمين حالة من الصدمة، وبعد انتهاء المحكمة، قال هانى السيد عضو فريق الدفاع عن المتهمين، إن القضية ضعيفة وقائمة على التحريات، وإن تقرير الأدلة الجنائية يصب فى صالح المتهمين، فضلاً عن شهادة راعى الكنيسة، الذى أكد أنه لم يرَ أغلب المتهمين فى مسرح الأحداث.
من جانبه، قال محمد حسين دفاع المتهم الثالث فى القضية: «الحكم قاسٍ جداً ولا يترتب على الفعل المُسند إلى المتهم». وأضاف لـ«الوطن» أن بقطر غطاس راعى كنيسة العذراء مريم بكفر حكيم والمبلغ الرئيسى فى الواقعة، شهد أن هناك علاقة أسرية تربطه بالمتهم، وأن أحد شهود النفى المسيحيين شهد بأن المتهم محمود رفاعى بطيخ استضاف 3 أسر من المسيحيين يوم الأحداث بعدما لجأوا إلى منزله. وأكد أن المتهم كان يحاول إطفاء النيران التى التهمت بعض المحتويات بالكنيسة، وأكد الدفاع أنهم سيطعنون على الحكم أمام محكمة النقض بعد إيداع أسباب الحكم.
خارج أسوار المحكمة، انتظر أهالى المتهمين بعد منع الأمن دخولهم وحضور الجلسة لدواعٍ أمنية، وبعد علمهم بالأحكام بدأوا فى الانسحاب بهدوء من محيط المحكمة.
النيابة العامة أحالت المتهمين فى القضية التى حملت رقم 8672 لسنة 2013 جنايات كرداسة، ووجهت إليهم فى ختام التحقيقات اتهامات بالتجمهر وإضرام النار عمداً بمبنى مُعد للشعائر الدينية، وهو مبنى كنيسة العذراء مريم بكفر حكيم، وتخريبه وسرقة منقولات منه، وحيازة سلاح نارى ومواد حارقة وأدوات الاعتداء على الأشخاص.
وتعد هذه القضية الوحيدة التى خلت من قرارات الإحالة إلى المفتى أو أحكام بالإعدام، من بين الأحداث التى وقعت بمدينة كرداسة بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، والتى عوقب متهموها بأحكام تراوحت بين السجن المؤبد والإعدام. ففى أغسطس العام الماضى أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكماً بإعدام 12 من قتلة اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة الأسبق، وعاقبت 11 متهماً آخرين بالمؤبد، وفى فبراير الماضى، قضت محكمة الجنايات بمعاقبة 183 متهماً بقتل 16 من ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة، وفى 20 من الشهر الحالى، أصدرت الجنايات حكماً بإعدام 22 متهماً بتهمة قتل فرد شرطة ومحاولة اقتحام المركز يوم 3 يوليو 2013 بعد بيان القوات المسلحة بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى.