محمد صلاح
توقفت ذاكرتى الكروية عند اللاعب الفنان محمود الخطيب. كنت وجيلى من عشاق كرة القدم نتابع المباريات فى الملاعب وفى التليفزيون ولا نترك فرصة إلا وتحدثنا عن الكرة وهذا اللاعب وذاك الهدف الذى سجله.
تغيرت الأمور قليلاً وجاء جيل اللاعب الصديق طاهر أبوزيد الذى لُقب بمارادونا مصر وكان بارعاً فى التسديد بقدمه اليسرى وهو جارى من أبناء شبرا وكان نائباً عن دائرتنا عدة مرات.
بعد ذلك ضعفت ذاكرتى الكروية ولا أتابع مباريات الكرة بشكل منتظم، ورغم إعجابى بفريق البرازيل فى كأس العالم -بشكل عام- فإننى صرت أفتقد حلاوة اللعب القديم، هكذا حال الأجيال الكبيرة والشعور بالحنين إلى الماضى فى كل المجالات.
لكن المقال عن محمد صلاح، فعلاً، أردت أن أكتب عنه بعدما حرصت على مشاهدة بعض ملامح لعبه.
لم أكن قد شاهدته كثيراً ولكنى لاحظت حالة الشوق غير العادية التى تصاحب جماهير عشاق الكرة عندما يلعب فريق محمد صلاح ليفربول فى إنجلترا. صار لفريق ليفربول شعبية جارفة فى مصر والوطن العربى بفضل محمد صلاح، ولو تسابق ليفربول مع فرق عربية لصارت له الأولوية فى التشجيع من الجماهير العربية.
حرصت المقاهى على اقتناء شاشات التليفزيون لعرض المباريات وصار محمد صلاح السبب فى رزق كثير من المقاهى التى تعيش على مبارياته وما ينفقه المشاهدون لهذه المباريات.
لا بد من وجود سبب يجعل لمحمد صلاح هذه المكانة كلاعب تفوق على كل اللاعبين المصريين الذين لعبوا الكرة فى الخارج وفى الداخل أيضاً.
لا أتحدث عن محمد صلاح المهذب أو فاعل الخير لأهله وإنما أتحدث عن لاعب يحافظ على مركزه فى التصنيفات الكروية ويواصل اكتساب الشعبية فى بلاد لا تعرف المجاملة.
استطاع «صلاح» أن يتطور مع أوضاعه فى تلك البلاد إلى درجة رفض ناديه الاستغناء عنه لنادى برشلونة، وجهة اللاعبون الأفذاذ فى العالم.لكن ذلك وغيره لا يحقق النجاح الذى حققه صلاح.
وعندما تابعته مرات خلال لعبه تأكدت أن هذا اللاعب لا بد أن ينجح فيما يخطط له.
وجدت أن سر نجاحه فى إصراره الجبار على إحراز الأهداف وتحقيق أقصى نتيجة إيجابية ممكنة.
أجده يطوع الكرة بقدمه ويربطها به ويتلاعب بمهارات عالية بلاعبى الفريق الخصم ويبذل أقصى جهده لكى يسبقهم ولا يتخاذل مهما حدث ولا يسقط على الأرض، فتسقط معه همته ويصر على الوصول إلى أقصى نقطة قرب الشبكة ولو وجد أن زميلاً لديه الفرصة الأفضل فى إحراز الهدف أعطاه الكرة هدية قرب المرمى. تكرر ذلك فى كل مبارياته ونجح ذلك فى كل مرة. إصرار «صلاح» وجديته والتمسك بهدفه وعدم تخاذله، سر نجاحه، وسر نجاح كل ناجح.