هل بدأ العد التنازلي لسقوط الولايات المتحدة؟
- بوتين
- روسيا
- أوكرانيا
- أمريكا
- إسرائيل
- غزة
- فلسطين
- نتنياهو
- بوتين
- روسيا
- أوكرانيا
- أمريكا
- إسرائيل
- غزة
- فلسطين
- نتنياهو
سأل الصحفى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن رأيه فى الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى وصف الأول بـ«المجنون»، واستطرد الصحفى: إنك لم تقل هذا عن أى شخص من قبل، ولم تقل عن أحد عبارات غير لائقة. رد «بوتين» بابتسامة ساخرة، أنه كان يتناقش منذ وقت حول رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأفضل بالنسبة لروسيا فى المستقبل، وقال إننا سنعمل مع أى رئيس، لكنى أعتقد أن جو بايدن هو الأفضل لنا ولروسيا، وبالحكم على ما قاله عنى فهذا يعنى أننى كنت على حق! قالها بوتين بسخرية وذكاء ينمان عن شخصية هذا الرجل القوى فلاديمير بوتين، وبالتأكيد هو يفضّل بايدن ليس لكونه الأفضل بالفعل، ولكن هو بالنسبة لأعدائه أفضل، فمن المؤكد أنه من مصلحة العدو، بل لا يتمنى حاكماً أفضل مما أصبح عليه بايدن.
أعتقد أنه ربما تكون تلك هى المرة الأولى فى الدول الديمقراطية التى تأتى فيها صناديق الانتخابات برئيس تحول إلى مادة سخرية فى كل العالم. وأصبح مثيراً للشفقة أكثر مما هو مثير للغضب، لكن الأمر الغريب أن الحزب الديمقراطى الأمريكى لا يزال متمسكاً -حتى الآن- بترشيح بايدن لفترة رئاسية جديدة، وهذا ليس له من تفسير سوى ما يتردّد من أنه ربما باراك أوباما هو من يحكم من وراء الستار، وأياً كان الحاكم الفعلى للولايات المتحدة الأمريكية، فإن ما وصلت إليه الآن الولايات المتحدة من سوء إدارة وسوء تقدير وفشل فى القضايا الدولية المهمة قد فاق كل التوقعات، وأفقدها قوتها وهيبتها، بل وقدرتها على إيجاد التوازن المطلوب فى المشكلات الدولية، حتى إنه أصبح يهدّد مكانتها كقوى متفرّدة فى العالم.
بدا هذا واضحاً مع بداية الحرب الروسية - الأوكرانية، وهذا الحشد الأوروبى فى مواجهة القوى الروسية التى لا تزال حتى اليوم تحقّق نجاحاً فى مواجهتها مع أوكرانيا مع كل ما تتلقاه الجبهة الغربية فى كييف من مساعدات تتجاوز مليارات الدولارات، فى الوقت الذى تنصرف فيه الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى إلى مصالحها الداخلية بعد أن غضبت الشعوب الأوروبية بسبب معاناتها غير المبرّرة بنقص الغاز وتزايد التضخّم والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ولم تنقذها الولايات المتحدة من غضبة هذه الشعوب، التى وجدت نفسها فى مواجهة مع روسيا، بينما تقبع الولايات المتحدة خلف المحيط، بعد أن أدخلت العالم فى أتون حرب دخلت عامها الثالث.
ثم جاءت الحرب فى غزة، التى اجتمعت شعوب الأرض على إدانتها، منذ أيامها الأولى فى أكتوبر من العام الماضى، والتى تجاوز عدد شهدائها الثلاثين ألفاً، وتجاوز المصابون السبعين ألفاً، وهو رقم غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، ولم تستطع الولايات المتحدة ولا دول العالم إنقاذ الشعب المنكوب فى فلسطين وغزة من الإبادة الجماعية التى يتعرّضون لها على يد الاحتلال الإسرائيلى، وهو ما يعنى الفشل الواضح للسياسة الأمريكية التى لم تستطع حتى وقف حكومة نتنياهو عن كل هذه الجرائم، رغم كل ما يُهدّد الحزب الحاكم فى الولايات المتحدة من فشل فى الانتخابات المقبلة.
إذن نحن أمام تغيير واضح فى قدرات الولايات المتحدة الأمريكية، والذى انعكس على هيبة رئيسها، وهذا ما أسعد عدوها اللدود بوتين، وانعكس أيضاً على فشل واضح فى قضايا خطيرة تُحدّد مصير العالم، وبالتالى إذا لم تنجح الولايات المتحدة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى رأب الصدع الذى أصاب سياستها وإدارتها، فإن هذا يعنى أن العد التنازلى لزوال هذه القوى التى استبدت بالعالم منذ سقوط الاتحاد السوفيتى وحتى الآن، قد بات وشيكاً.