ابني.. وبنطلون الجينز الممزق!

ابني.. وبنطلون الجينز الممزق!
حينما جاءني ابنى الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة عاما، يطلب منى التوسط لدى أبيه لشراء بنطلون جينز، اندهشت لأننى أعرف أن زوجي أبا عطوفا ولا يرفض طلبًا لابننا الوحيد.
واستفسرت من زوجى عن الأمر، فقال:" ابنك يريد شراء بنطلون جينز ممزق من على ركبتيه، على الموضة يعني"، واندهشت:" بنطلون جينز ممزق!! كيف ؟!".
وتحدثت مع ابني الذى لم يحاول الاستماع إلى، قائلًا:"أن معظم أصدقائه اشتروا هذا البنطلون الممزق وأنه ليس أقل منهم"، ولا أعرف كيف أقنعه أن كل ما يرد إلينا من موضة من الغرب ليس بالضرورة أن تناسبنا.
وحاولت كثيرا أنا وأبيه، ولكن اصراره يتزايد وأعرف خطورة مرحلة المراهقة، فاقترحت أن يشترى بنطلونًا عاديًا ويمزقه براحته
لكنه رفض، حيث أن البنطلون الممزق الغالى الثمن، مصنوع من خامة خاصة جدا، وهو يبحث عن ماركة مشهورة، تنتج هذا النوع من البنطلونات الممزقة.
فى الحقيقة لم أستوعب حقيقة أن يرتدى أحد بنطلون ممزق، ويسير به فى الشارع، معلوماتى البسيطة أن هذا يدل على فقر شديد أو خبل شديد.
وبالفعل اشترى ابنى البنطلون الممزق، حتى زارنا جده، الذي درس الهندسة فى جامعة بريطانية، وانتهزها الفرصة قائلا:" كانت هناك موضة شهيرة تسمى (الهيبز) في كل أوروبا واتبعتها، ومع أنى كنت أدرس في بريطانيا لكننى لم أقلد أحدا منهم، وظللت محافظًا على أسلوبى فى ارتداء الملابس والطعام والشراب، لم أسمح لشخصيتى أن تذوب وسطهم".
تابع جده الحديث أمامه:"كنت مميزًا و مختلفًا عن الآخرين، ولم يعتبرنى أحدًا أننى متخلف أو لا أتبع الموضة.. بل احترموا اختلافى وتمسكي بمبادئي".
ثم استطرد قائلًا:" يا حفيدي العزيز، لا تكن امعة!".
وواصل نصائحه فى هدوء:" يمكنك ارتداء ما تريد، مثلما يفعل كل أصدقاؤك لكنك سوف تفتقد خصوصيتك وشخصيتك أنت".