والدة شقيقان مصابان بتقوس بالعمود الفقرى: "لو مت مين هينتبه ليهم؟"

والدة شقيقان مصابان بتقوس بالعمود الفقرى: "لو مت مين هينتبه ليهم؟"
«هتدفع ولا هتروح؟» جملة كثيراً ما سمعها «العربى» ووالدته على أبواب المستشفيات داخل محافظة الشرقية أو خارجها، فى جولاتهما المستمرة للبحث عن يد حانية تداوى آلامه المبرحة، لكن الكسب المادى دائماً كان يحول دون ذلك، لتطرده المستشفيات كالقطط خارج أسوارها، دون مراعاة لانحناءة ظهره، واضطرار والدته لحمله بين ذراعيها لعدم قدرته على الوقوف.
60 ألف جنيه هو المبلغ الذى تشترط المستشفيات دفعه لعلاج «العربى عمار»، الذى لم يتجاوز الـ18 عاماً، ويعانى من انحناء كامل فى العمود الفقرى منذ الولادة، حيث قامت الأسرة بمحاولات مُضنية للاستدانة أو الوصول إلى حل وسط مع الأطباء لقبول حالته، ومنها كتابة إيصالات أمانة على أنفسهم لضمان سداد المبلغ، ومع ذلك باءت كل المحاولات بالفشل، ولم تستطع الأسرة تجميع المبلغ لإجراء جراحة ضرورية لعلاجه قبل فوات الأوان.
سومة الجيزاوى، والدة «العربى» قالت لـ«الوطن» إنها علمت بمرض ابنها عقب وفاة زوجها، لتزداد آلامها أيضاً باكتشاف أن ابنها الثانى «مهند»، الذى لم يتجاوز الـ10 أعوام، يعانى هو الآخر من نفس المرض، ليصبح الحمل على كاهلها أضعافاً مضاعفة: «نفسى أعالج الاتنين بس هجيب منين؟ أبوهم ميت والمعاش كله 323 جنيه يادوب بيكفينا أكل وشرب».
سخرية زملاء «العربى» و«مهند» فى المدرسة من انحناءة ظهرهما دفعهما لترك المدرسة، فتقول والدتهما: «أنا لو أعرف أشتغل كنت اشتغلت حتى فى الفاعل، بس أنا مش متعلمة، وفوق الـ50 سنة مقدرش على الحمل ده»، وتستكمل: «ابنى دخل أوضة العمليات مرتين، ويخرجوه بعد ما يعرفوا إنه مش معاه فلوس العملية بالكامل، طب أعمل إيه عشان أعالج ولادى؟ ولو مت مين هياخد باله منهم؟».
السيدة الخمسينية، لم تترك باباً إلا وطرقته، وحاولت كثيراً مناشدة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، بمداخلات تليفونية فى بعض القنوات الفضائية، لكن بعض الفضائيات رفضت ذلك، لتلجأ لـ«الوطن» باستغاثتها، قائلة: «يا ريس عالج لى ولادى ربنا يخلى لك ولادك».