عامل نظافة يعيد 300 ألف جنيه.. «فضلت معايا ساعتين بدور على أصحابها»

عامل نظافة يعيد 300 ألف جنيه.. «فضلت معايا ساعتين بدور على أصحابها»
يتحرك يمينًا ويسارًا بين الشوارع والأزقة، يباشر عمله كالمعتاد، ليقع بصر عاشور عيد على مبلغ مالي ملقى في أحد الشوارع الجانبية، ليقوم بالتقاطه من على الأرض والاحتفاظ به، إلى أن يعيده إلى صاحبه، ذهب متجهًا إلى أداء صلاة العصر حاملًا المبلغ معه، ليتفاجأ بعد خروجه من الصلاة بمجموعة الأشخاص يبحثون عن مبلغ مالي، ليخبرهم عن عثوره على مبلغ ويريد إرجاعه إلى صاحبه.
صدفة قادت صاحب الـ41 عامًا للعثور على صاحب المبلغ المالي، بعد ما كان يتواجد أحد أصدقائه في مكان الواقعة، ليقوده إلى صاحبها، ويخبره أنه وقع من داخل سيارته، وبلغت قيمته أكثر من 300 ألف جنيه مصري، ليبادر «عاشور» بإخراج المبلغ ويتفاجأ بسيل من الشكر لأمانته التي لا تقدر بثمن: «لقيت رزمة من الفلوس مرمية في شارع البرتو عند جامع علي بن أبي طالب في الإسكندرية، وفضلت الفلوس معايا ساعتين، والمنطقة ماكنش فيها كاميرات، لكن الحمد لله لقيت صاحبها ووصلتله ورجعتله الفلوس لحد عنده» وفقًا لحديثه لـ«الوطن».
«عاشور»: لو كنوز الدنيا لازم ارجعها
ما يقرب من ساعتين يوميًا يقضيها عامل النظافة يوميًا، للذهاب من محل إقامته في معمل الزجاج بكفر الدوار التابع لمحافظة البحيرة إلى الإسكندرية، لمباشره عمله من الـ12 ظهرًا وحتى الـ10 ليلًا، لديه من الأطفال أربعة ولدين وبنتين، يعاني اثنين منهم من عيوب خلقية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه قرر إعادة المبلغ إلى صاحبه: «الفلوس كانت أكثر من 300 ألف جنيه، ولو كنوز الدنيا كنت هرجعها، عشان ما ينفعش أدخل على أولادي أي فلوس».
حالة من الراحة والطمأنينة تغلبت على الراجل الأربعيني، بعد إرجاعه للمبلغ المالي إلى صاحبه، فلم يرغب في معرفة ما قصة ذلك المبلغ الضخم، إلا أن كان أمله الوحيد هو محاولة إرجاع الأمانة إلى صاحبها: «الراجل مكنش مصدق نفسه، وفضل يقولي الأمانة لسه موجودة في الناس الأصيلة اللي زيك، والحمد لله رضاني جدًا هو وزوجته وأولاده».
ليست الواقعة الأولى
لم تكن تلك الواقعة الأولى التي تعكس أمانة «عاشور»، فقد عثر مسبقًا على هاتف آيفون وعلى الرغم من قلة خبرته في استخدامه، إلا أنه تمكن بمساعدة أحد الأشخاص في العثور على صاحبه، إلى جانب عثوره على محفظة بها أكثر من فيزا ورخصة عربية ومبلغ 5000 جنية حرص على إعادته إلى صاحبته أيضًا.