«مصر» تُزلزل (محكمة العدل الدولية)

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

فعلت «مصر» كل ما فى وسعها للدفاع عن القضية الفلسطينية، واجهت «مصر» الغطرسة الإسرائيلية بكل قوة، وقفت «مصر» فى وجه دول كُبرى دفاعاً عن قضية فلسطين، وهى قضية العرب الأولى، دائماً ما تقول «مصر» كلمتها -لوجه الله والتاريخ- المساندة للأشقاء الفلسطينيين، حاربت «مصر» ودفعت من بين أبنائها شهداء دفاعاً عن فلسطين، ولم ترضَ لها بالانكسار.. ومنذ أحداث (٧ أكتوبر الماضى) و«مصر» تُقدم كل ما لديها دبلوماسياً وشعبياً وإنسانياً، وقدّمت المساعدات، التى تقترب من (٨٠٪) من حجم المساعدات التى قُدّمت للأشقاء فى قطاع غزة، شاحنات المساعدات تقف أمام معبر رفح على الدوام، والمساعدات لا تتوقف، والمساندة الدبلوماسية مُستمرة فى الأمم المتحدة، التفاهمات مع الدول الكبرى المعنية بالأمر لا تنتهى، تستضيف «مصر» قادة حركة حماس والتنسيق مستمر، وبالطبع التنسيق مع السلطة الفلسطينية.

لم تترك «مصر» طريقاً إلا وسارت فيه لخدمة القضية الفلسطينية وإعلاء شأنها وعودة حقوق شعبها وحل القضية بما يخدم الفلسطينيين.. والآن نحن بصدد تحرّك جديد جاد فى ميدان (محكمة العدل الدولية) بعد أن قدّمت «مصر» مُذكرة بالممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى، التى وصفها البعض بأنها مُذكرة أحدثت زلزالاً فى (محكمة العدل الدولية)، ومن هذه المُمارسات: ضم الأراضى وهدم المنازل وطرد وتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضى من خلال استعمال القوة المسلحة.. وطالبت «مصر» محكمة العدل الدولية بتأكيد مسئولية إسرائيل عن هذه الأفعال ورفض سياسات الاضطهاد والتمييز العنصرى.. وطالبت «مصر» فى المُذكرة بضرورة انسحاب إسرائيل بشكل فورى من الأراضى الفلسطينية وتعويض الشعب الفلسطينى عن الأضرار التى لحقت به من جراء جرائم الحرب التى ارتكبها الاحتلال.. فـ«مصر» حينما تقول كلمتها على العالم الاستماع، وعلى الجميع الإنصات، لأن كلمتها لا تأتى إلا دفاعاً عن الحق والعدل وقضية فلسطين عادلة ولها كل الحق.

«مصر» تقف موقفاً مهماً جداً تأييداً للقضية الفلسطينية، وهذا بشهادة القيادات الفلسطينيين، سواء فى السلطة الفلسطينية أو حركة فتح أو حركة حماس أو جميع الفصائل.. «مصر» تُخاطِب العالم وتوقظ الهِمَم لكى تعلو راية فلسطين.. فـ«يا من تُدافعون عن الحق فى الحياة» نُناديكُم ونحن مُدركون ومتأكدون أن نداءنا هذا نابع من قوتنا وليس ضعفنا، نُناديكُم -ونحن أقوياء- وهذا النداء بمثابة اختبار حقيقى للشعارات البراقة التى ترفعونها وتُطالبوننا بها، نُناديكُم ونأمل أن تستجيبوا لندائنا، واعلموا أن صمتكم سينال من مصداقيتكم، واعلموا -أيضاً- أن صمتكم سيزيد من عزيمتنا وإصرارنا على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى.. نُناديكم (أنقذوا فلسطين).

.. هل تستيقظ شعوب العالم تضامناً مع فلسطين وتضغط على حكوماتها دفاعاً عن فلسطين؟.. فـ«يا من تُدافعون عن الحق فى الحياة» نُناديكُم ونأمل أن تستجيبوا لندائنا، نُناديكُم بكل كبرياء وأنتم تعلمون أن كبرياءنا يصل إلى عنان السماء، لأنه كبرياء ترسّخ بداخلنا وعاش بين ضلوعنا منذ عهد أجدادنا الفراعنة أصحاب الحضارة والعراقة والجذور.. نُناديكم لإنصاف القضية الفلسطينية، لأنها قضية عادلة وحقها واضح ومختوم بختم التاريخ القديم والحديث والمُعاصر، وحق شعبها مشروع طبقاً للاتفاقيات والقوانين الدولية.. نُناديكم (أنقذوا فلسطين).

نُناديكم «يا دعاة الحق والعدل».. هل ارتضيتُم بالجلوس على مقاعد المُتفرجين وأنتم تُشاهدون شعب فلسطين يُباد وأرض فلسطين تضيع و(٢٫٤) مليون فلسطينى يُشرّد ويجوع ولا يجد قطعة خُبز؟، هل ستمتنعون عن قول الحق وشهادة الحق والوقوف فى صف الحق والدفاع عن الحق؟، ما موقفكم ونحن على مقربة من اليوم الـ(١٣٧) للقصف العشوائى والقتل العشوائى لشعب مظلوم يدافع عن حقه وأرضه وقضيته؟، هل لا تعترفون بقرارات الأمم المتحدة؟، أين بياناتكُم ومؤتمراتكُم؟، لماذا لم نسمع صوتكم وأنتم تُندِّدون وتشجبون -وهذا أضعف الإيمان- بل لم تُعلنوا أنكم تشعرون بالحرج والقلق مثلما تعوَدنا منكم؟.. نُناديكم (أنقذوا فلسطين).

أكتب ذلك لأُشدِد على ضرورة إبراز الدور المصرى المُساند للقضية الفلسطينية وهذا شرف لو تعلمون عظيم، لأننى أُحب الكتابة عن «مصر» وقيمتها ومكانتها ووضعها العربى والإقليمى والدولى، وأستغِل أى فرصة للكتابة عن الدور المصرى العظيم الذى نفتخر به جميعاً المُساند لفلسطين، والذى يُعبِّر عن توافق شديد بين الشعب المصرى العظيم والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى