محسن حمدى: أتحدى مخابرات العالم أن تكشف عن «بنود سرية» بمعاهدة السلام

كتب: محمد مجدى

محسن حمدى: أتحدى مخابرات العالم أن تكشف عن «بنود سرية» بمعاهدة السلام

محسن حمدى: أتحدى مخابرات العالم أن تكشف عن «بنود سرية» بمعاهدة السلام

قال اللواء بحرى أركان حرب محسن حمدى، عضو الوفد المصرى فى مفاوضات معاهدة السلام «المصرية - الإسرائيلية» بواشنطن، ورئيس اللجنة العسكرية لتسلم أراضى سيناء، إن معاهدة الانسحاب العسكرى من سيناء نصت على أن يكون الانسحاب بعد 3 سنوات، وذلك بعدما أراد الجانب الإسرائيلى أن تكون بعد 7 سنوات، مضيفاً: "رفضنا وقلنا إننا نريدها الآن وليس غداً لكى نعطى الشهيد حقه؛ فقالوا أن تكون 6 سنوات فرفضنا، فقالوا 5 فرفضنا وقالوا 4 إلى أن وصلنا للاتفاق حول 3 سنوات". وأكد حمدى، في حوار لـ«الوطن»، أن التفاوض مع الإسرائيليين صعباً وشاقاً، ولا يقل ضراوة عن القتال العسكرى، حتى إن الجانب الأمريكى كثيراً ما تدخل للتوفيق بين الجانبين، ولم تتنازل مصر عن أى بند من المبادئ الأساسية التى حددناها للتفاوض، والتى ذكرتها من قبل، كما أننا واجهنا مطالب استفزازية من جانبهم. وعن المطالب الاستفزازية، قال إنه كان «ديان» يقول إنهم لن يوافقوا على السلام بدون الحصول على شرم الشيخ، ولذلك عرضوا تأجيرها لأنها مدخل إلى مدينة إيلات، ولم نوافق على تلك المطالب الاستفزازية، وأتحدى أن يوجد مطلب واحد لهم تم تنفيذه على الأرض يمس السيادة المصرية. وتابع أنه «مطالب كثيرة؛ فمثلاً موشيه ديان قال: «لماذا تتحدثون عن سيناء؟. قناة السويس تهمكم أكثر منها، وسواء توصلنا لاتفاق من عدمه فإن أمن إسرائيل مقدم على أى شىء ويفوق كل الشروط التى يمكن وضعها»، كما تحدثوا عن ضرورة أن تكون سيناء منطقة منزوعة السلاح بالكامل؛ فقلنا له: من أنت لتحكم على أراضينا أن تكون منزوعة السلاح؟! وتم رفض طلبه، إلا أن طلب ديان الأكثر غرابة كان عدم دخول مناطق البترول فى أبورديس وخليج السويس ضمن الاتفاق؛ فأرادوا استمرار سحب البترول من أراضينا تحت دعوى أنه سيتم الاتفاق عليها فيما بعد عقب ما يسمى بـ«إجراءات بناء الثقة» كما يقولون، كما طالبوا بأن يكون لهم وجود فى سيناء عبر وجود أجهزة رادار على قمم الجبال لتراقب الجيش المصرى إذا ما أراد الهجوم عليهم مرة أخرى مثلما حدث فى حرب 6 أكتوبر 1973 على أن يديرها ضباط إسرائيليون، ووضع كاميرات تصوير على الضفة الشرقية للقنال لمراقبة قواتنا، وأن يكون خليج العقبة منطقة حرة الحركة لهم بالكامل، وأن يتم منحهم تسهيلات لدخول المنطقة فى أى وقت". وأكد حمدى، أنهم لم يوافقوا على أى منها بالتأكيد؛ وأكدوا التمسك بسيادة الدولة المصرية على أرضها براً وجواً وبحراً، متابعاً: «عاصرت جميع مراحل الاتفاقية منذ بدء المفاوضات وما كُتب ورقة ورقة، وأتحدى وسائل الإعلام التى تدعى ذلك، وجميع أجهزة المخابرات فى العالم أجمع أن يثبتوا وجود اتفاق سرى صنعه السادات معهم، وأنا متعجب من حديثهم؛ فإذا كان ذلك صحيحاً كما يدعى البعض فلماذا لم تعلنها إسرائيل حتى الآن وهم أناس «مبيتبلش فى بقهم فولة»؟ وإحنا معندناش حاجة نخبيها؛ فموقفنا ثابت وقوى». وأشار إلى أنه «كانت هناك مرحلة انسحاب رئيسية مكونة من 9 أشهر، تم تقسيمها إلى 5 مناطق فرعية حتى نضمن سرعة انسحابهم، ولنأخذ البترول المصرى بعدما كانوا يسحبونه بانتظام، وبالفعل انسحب الإسرائيليون من ثلثى سيناء فى تلك المرحلة، وبالمناسبة فإن الرئيس السادات رفع العلم المصرى على العريش قبل موعده المنصوص عليه بالمعاهدة بنحو شهر بعدما وافق «بيجين» على ذلك؛ فالانسحاب كان يتم بآلية دقيقة، وباقى المرحلة فى الانسحاب تمت فى باقى الفترة المتبقية من الـ3 سنوات»، مؤكدًا: "نحن كتبنا بالمعاهدة أن يترك الشىء سليماً، واخترنا كلمة وقتها تعنى أن تترك بدون أى خدش، وحينها قال «وايزمان» لوزير الحربية المصرى: «يا كمال أنا هيدهالك مدهونة كمان».