رئيس مصلحة الضرائب: إنهاء المنازعات الضريبية للممولين قبل يوليو المقبل

كتب: محمد سيف

رئيس مصلحة الضرائب: إنهاء المنازعات الضريبية للممولين قبل يوليو المقبل

رئيس مصلحة الضرائب: إنهاء المنازعات الضريبية للممولين قبل يوليو المقبل

قالت رشا عبدالعال رئيس مصلحة الضرائب المصرية إنَّ السياسة الضريبية أحد أهم عوامل جذب الاستثمار في مصر، لذلك عملت الحكومة خلال السنوات الماضية على تطوير المنظومة الضريبة، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات والمبادرات التي تستهدف تحفيز بيئة الاستثمار، وتبسيط الإجراءات ودمج الاقتصاد غير الرسمي بالمنظومة الرسمية للوصول إلى العدالة الضريبية.

ولفتت إلى أنَّه خلال تنفيذ خطط التطوير والميكنة، تبنت مصلحة الضرائب المصرية فكرًا جديدًا بتكثيف التواصل مع مجتمع الأعمال ودوائر الاستثمار؛ لتبادل الرؤى من أجل تحفيز بيئة الاستثمار، باعتبارهم شركاء رئيسيين في نجاح تنفيذ مشروعات التطوير والميكنة.

كما أكّدت تكثيف جهود المصلحة من أجل تنفيذ توجيهات وزير المالية بضرورة الانتهاء قبل نهاية يونيو المقبل من المنازعات الضريبية للممولين الذين يصل حجم أعمالهم حتى 10 ملايين جنيه تطبيقًا للمادة الثالثة من القانون 30 لسنة 2023، لافتة إلى أنَّه تمّ عمل حصر للملفات التي يبلغ حجم أعمالها 10 ملايين جنيه فأقل بمختلف المأموريات الضريبية للعمل عليها وفق خطة موضوعة، مضيفة أنَّه يتمّ عمل متابعة مستمرة لتطبيق هذه المادة على الملفات الضريبية محل المنازعات بمختلف المأموريات الضريبية ومتابعة عدد الملفات التي تمّ الانتهاء منها أسبوعيًا.

مؤسسات المجتمع الضريبي والمدني

وأوضحت أن مصلحة الضرائب ترحب بتلبية أي دعوة لها لعقد لقاءات مع مختلف مؤسسات المجتمع الضريبي والمدني، كما أنّها تبذل جهودًا مستمرة لتوعية الممولين وتقديم الدعم الفني، لهم سواء من خلال ندوات الـ أون لاين اليومية التي تقوم بتنظيمها وحدة الإعلام بالمصلحة، أو من خلال الرد على الاستفسارات والتساؤلات عن طريق مركز الاتصالات المتكامل على رقم 1635، إذ استطاع المركز التواصل والتفاعل مع جميع أطياف المجتمع الضريبي، وتقديم المعلومة الصحيحة لهم، مما ترك أثرًا واضحًا في المساهمة بشكل كبير في مساعدة الممولين وتقديم الدعم لهم خصوصًا في ظل مشروعات التطوير المتنوعة التي تشهدها المصلحة، ومنها تطبيق المنظومات الإلكترونية مثل منظومة الاعمال الضريبية الرئيسية الجديدة، والفاتورة الالكترونية، والإيصال الإلكتروني، ومنظومة توحيد معايير وأسس احتساب الضريبة على الأجور والمرتبات وغيرها، مؤكّدة دور كلا من وحدة الإعلام و مركز الاتصالات في نجاح المصلحة في تطبيق هذه المنظومات الإلكترونية.

طرح التشريعات الضريبية للحوار المجتمعي

وبالنسبة للتشريعات الضريبية، قال رجب محروس مستشار رئيس مصلحة الضرائب المصرية، إنَّ وزارة المالية تنتهج نهجًا جديدا في مجال التشريعات الضريبية، موضحًا أنَّه قبل إصدار أي تشريع ضريبي يتم بحث ودراسة أثره على المجتمع وعلى الممول، قائلًا إن المجتمع المدني دائمًا شريك لنا في أي تشريع ضريبي، لأن الممول شريك للمنظومة الضريبية.

ولف إلى أنَّه يتمّ طرح التشريعات الضريبية للحوار المجتمعي والنقاش، وأن مصلحة الضرائب المصرية تمتلك المرونة الكافية للعمل على إصدار كتب دورية لحل المشكلات الناتجة عن تنفيذ القرارات والقوانين ، وذلك من خلال التغذية العكسية التي تعود للمصلحة بعد تطبيقها من قبل الجهات التنفيذية، وذلك نظرا لاستراتيجية مصلحة الضرائب لدعم الممولين.

وأضاف «محروس» أنَّ الإعفاء الضريبي ليس ميزة تفضيلية للمستثمر غير المقيم نظرا لإبرام مصر عدة اتفاقيات مع الدول الخارجية بشأن تجنب الازدواج الضريبي بالنسبة للضريبة علي الدخل أو الضريبة علي العوائد والقروض والسياسات والخدمات الاستشارية وأن المستثمر غير المقيم يتمتع بخصم الضريبة المسددة في دولة مصدر الايراد من الضريبة المستحقة وفقًا لمبدأ إقامة الممول، وفي حدود الضريبة المستحقة وفقًا للاتفاقيات ولكن مصر لديها مزايا تفضيلية بالنسبة للمستثمر الأجنبي تتمثل في توفير الطاقة المتجددة بكل أشكالها وكذلك الاستقرار الأمني والسياسي بالإضافة لانخفاض تكلفة العمالة البشرية، وكذلك ما تتمتع به مصر من مناخ طبيعي وأيضًا شبكة الطرق الخاصة بنقل البضائع من أماكن الإنتاج إلى مواني التصدير والعكس من موانئ الاستيراد إلى أماكن التصنيع فهذه المزايا تشجع المستثمر على اللجوء إلى مصر للاستفادة من تلك المزايا.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي بالتعاون مع مصلحة الضرائب المصرية بعنوان «استراتيجية مصلحة الضرائب المصرية في ضوء التحديات الاقتصادية ودعم الاستثمار».

إجراءات رد الضريبة على القيمة المضافة للممولين

وأفاد الدكتور أشرف الزيات رئيس قطاع الفحص ورئيس مركز كبار الممولين بأنَّ هناك اهتماماً كبيراً لتيسير إجراءات رد الضريبة على القيمة المضافة للممولين؛ وذلك من خلال توحيد الإجراءات وتقليص المدة الزمنية اللازمة للرد، مشيراً إلى أن الفضل في ذلك يرجع إلى الميكنة والمنظومة الجديدة «core taxation» في تيسير إجراءات رد الضريبة، فتوحيد الإجراءات أتاح للممول أن يكون له ملف واحد بمأمورية واحدة.

وأكّد ضرورة قيام الممولين بتوفير جميع المستندات المعلنة على موقع المصلحة قبل تقديم طلب الرد لتجنب رفض الطلب، مع تأكّيد أنَّ حوكمة الإجراءات الخاصة برد الضريبة تضمن للممولين حقهم في استرداد مالهم من ضريبة في إطار زمني محدد، وبمتابعة إجراءات العمل بالمركز في ردّ الضريبة يبين إلى حد كبير التطور الهائل في إجراءات رد الضريبة وتبسيط الإجراءات وحالات الرد التي تم الاستجابة لها.

وعن تطبيق المادة 3 من القانون 30 لسنة 2023، قال عاطف حمدي رئيس قطاع الحصر والإقرارات ورئيس مأمورية الشركات المساهمة إنَّ القطاع التنفيذي بمصلحة الضرائب المصرية قام بحصر الملفات ذات النزاعات الضريبية وحجم أعمالها أقل من 10 ملايين جنيه.

وأشار إلى أن المادة الثالثة من القانون 30 لسنة 2023 تنص على ربط الضرائب غير النهائية المستحقة في تاريخ العمل بهذا القانون على المنشآت والشركات التي لا يتجاوز رقم أعمالها السنوي 10 ملايين جنيه، وبما لا يقل عـن قيمة الضرائب التي وردت في الإقرارات الضريبية لهذه المنشآت والشركات، وذلـك دون الإخـلال بحق الممول في أن يختار أن يحاسب ضريبيًا وفقًا للأحكام المقررة بقانون الضريبة على الدخل 91 لسنة 2005.

وحول المشكلات التي تواجه المستثمرين، أكّد محمد كشك معاون رئيس مصلحة الضرائب المصرية اهتمام وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب المصرية بحل جميع المشكلات التي تواجه المستثمرين، وذلك في ضوء الرغبة في دفع قطاعات الاقتصاد لتحقيق معدل نمو مرتفع، لافتًا إلى أنَّ وحدة دعم المستثمرين بمصلحة الضرائب المصرية تتولى القيام بحل كل المعوقات والمشكلات التي تواجه المستثمرين.

وأشار «كشك» إلى أنَّ من أهداف تطبيق الميكنة هو التكامل بين المنظومات الإلكترونية وما تحتويه، ومن جانب آخر التكامل مع الجهات الخارجية، وأن تكامل المنظومات الضريبية يساعد على حصر الاقتصاد غير الرسمي ودمجه بالاقتصاد الرسمي والذي يسهم بدوره في تحقيق العدالة الضريبية.

وأعرب خالد أبو زهرة رئيس لجنة الضرائب والجمارك عن تقديره لاهتمام وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية بالتواصل مع مؤسسات المجتمع الضريبي والمدني ، وحرصهم على تقديم كل التيسيرات للممولين، مشيرًا إلى أنَّ الإعفاءات الضريبية ليست الدافع الأساسي للمستثمر ولكن هناك عوامل أخرى مثل البيئة الداعمة للاستثمار من تشريعات ضريبية ميسرة وبنية أساسية متطورة من طرق ومواني.

وتابع «أبو زهرة»: «إننا نلمس تغييرا في استراتيجية مصلحة الضرائب المصرية نحو التيسير على الممول وإنهاء المنازعات الضريبية، ونتوجه بالشكر للقيادة السياسية لأنّه أصبح واضحًا للجميع أن الشغل الشاغل للقيادة السياسية هو دفع عجله الاستثمار».


مواضيع متعلقة