حكم الدين في تحديد نوع الجنين
حكم الدين في تحديد نوع الجنين
يقول الشيخ عبدالخالق عطيفي، مفتش الدعوة بوزارة الأوقاف، إن تحديد نوع الجنين "جائز شرعًا" مالم يشكل اختيار أحد الجنسين ظاهرة عامة بمعنى عدم انتشارها في المجتمع وعدم التكلفة التي تتطلبها حتى لا يحدث خلل في البنية الاجتماعية بأهواء الناس.
وأشار عطيفي إلى أن تحديد نوع الجنين مباحة لأن الإنسان يمكنه من خلال الفحص الطبي أن يتزوج أو لا يتزوج ويمكنه من خلال الفحص أن ينجب أو لا ينجب وإذا أنجب يمكنه أن ينظم النسل أو لا ينظمه كل حسب ظروفه وأحواله وكما يجوز للإنسان أن يعمل على زيادة نسبه، إذ ليس في الشرع ما يمنع ذلك على المستوى الفردي ولكن كل هذا بشرط ألا يكون في التقنية المستخدمة ما يضر بالمولود في بداية أيامه أو بداخل الرحم وهذا يرجع لأهل الاختصاص فلا يقبل أن يكون الإنسان محلًا للتجارب والتلاعب.
وأشار عطيفي إلى أن الإسلام رغَّب في الإكثار من الذرية، لأن في ذلك محافظة على وجود الأمة الإسلامية وتحقيقًا لقوتها، ورفعًا لشأنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ" رواه الحاكم.
وأكد عطيفي أن الله تعالى خلق الإنسان خلقًا متوازنًا فجعله زوجين ذكرًا وأنثى وميَّز كلًا منهما بخصائص تتناسب مع الوظائف التي أقامه فيها وبين أن هذه طبيعة الخلق التي تقتضي استمراره فقال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"، النساء1، وقال: "وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ "،النجم 45و46، وقال: "وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، الذاريات 49، وهذا التنوع في الخلق والتوازن في الطبيعة هو ما اقتضته حكمة الله تعالى في ملكه بدليل قوله تعالى:" لِلّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذّكُورَ * أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ"، الشورى49.
فالآيات توضح حكمة الله تعالى في تنوع الجنس بين الخلق بإرادة الله تعالى ولكن مع تطور العلم وتقدمه جعل الإنسان قادرًا على التحكم في ظروفه مثلًا قبل الزواج يكون الشخصان قادرين على تحديد ما أن سيكون لهم نصيب من الإنجاب أم لا وبناء عليه يكون قرار الاستمرار أو الانفصال ولكن هنا أيضًا توضع حكمة الله تعالى في الغيب فلا يعلم الغيب سواه، وبعد الزواج يكون الإنسان قادرًا على تحديد جنس الجنين هل ذكر أم أنثى على الرغم من أن الإنسان عليه بالرضا بقضاء الله وقدره.