شلل الأطفال يغير حياة «محمد» من التنجيد لبيع السبح: «ولاد أخويا في رقبتي»

شلل الأطفال يغير حياة «محمد» من التنجيد لبيع السبح: «ولاد أخويا في رقبتي»
يسير على قدميه بصعوبة، يده اليمنى تمسك بالعكاز، واليسرى تحمل بعض السبح، التي يجوب بها الشوارع بحثًا عن مصدر رزقه، من أجل أن يعود ليلاً وفي جيبه بضعة جنيهات، متحديًا الإعاقة المرضية الناتجة عن المعاناة من شلل الأطفال، ورغم ذلك فهو يحمل فوق عاتقه 5 أبناء، ثلاثة أولاده واثنتين من بنات شقيقه.
محمد السيد، يبلغ 43 عامًا من العمر، يقطن بمنطقة فيصل بالجيزة، ويروي في حديثه لـ«الوطن»، قصة معاناته مع شلل الأطفال، الذي حوَّله من «منجد» إلى بائع متجول.
رغم أن «محمد» وُلد بشلل الأطفال، لكن تحدى المرض وخرج وهو ابن الـ10 أعوام، ليتعلم مهنة التنجيد، والتي مكث فيها حوالي 26 عامًا، يتحمل فيها تعب قدميه، لكن مع مرور السنوات، باتت مهنة التنجيد شاقة عليه، وأصبح غير قادر على العمل فيها.
محمد: كنت شغال منجد
يقول «محمد» في حديثه لـ«الوطن»: «فضلت طول حياتي شغال منجد عند الناس، لحد ما حسيت إني مبقتش قادر، ونظرة أصحاب الشغل ليا بقت مختلفة، وخلاص أنا مبقتش زي الأول، وكان لازم أسيبهم وأمشي».
ترك الشاب التنجيد مقررًا بيع السبح في الشارع، يخرج من بيته يوميًا الساعة 12 ظهرًا، يجوب المقاهي والأماكن العامة ليعرض السبح على الزبائن، آملاً أن يشتري منه أحد مقابل بضعة جنيهات، ثم يعود في المساء وقد جمع ما يكفي حاجة الأسرة.
بيت من 7 أفراد
يعيش «محمد» في بيت مكون من 7 أفراد، هو وزوجته و3 أبنائه، واثنتان من بنات شقيقه بعد غياب أبيهما، رافضًا التخلي عنهما رغم الظروف الصحية الصعبة.
وبحسب حديث «محمد»: «من 4 سنين حصلت مشكلة وأخويا مابقاش موجود، وبناته الاتنين جم يعيشوا معايا، ورغم التعب اللي عندي وإني مبقدرش أمشي كويس على رجلي، لكن برضه مقدرتش أتخلى عنهم وبيقولولي يا بابا».