حقيقة 4 روايات قيلت عن المصريين القدماء.. منها «دهن العبيد بالعسل»

كتب: تامر نادر

حقيقة 4 روايات قيلت عن المصريين القدماء.. منها «دهن العبيد بالعسل»

حقيقة 4 روايات قيلت عن المصريين القدماء.. منها «دهن العبيد بالعسل»

امتلأت حياة المصريين القدماء بالطقوس والعادات اليومية التي شكَّلت طابعًا خاصًا لهم ومنحتهم تفردًا وتميزًا وسط شعوب العالم؛ لكونهم ضربوا من خلالها أروع الأمثال في القيم والمبادئ وحسن معاملة العبيد والخدم، وعلى الرغم من ذلك، هناك بعض القصص والروايات الكاذبة التي تم نسجها وإلصاقها بحياة المصري القديم، منها دهن العبيد بالعسل لإبعاد الذباب عن الملوك، والتضحية بإحدى الفتيات في عيد وفاء النيل.

دهن العبيد بالعسل

من الروايات الكاذبة التي قيلت عن المصريين القدماء وتداولها البعض دون محاولة البحث عن مصدرها أو التأكد من صحتها هي مواظبة بعض الملوك الفراعنة على دهن عبيدهم بالعسل؛ حتى يلتصق بهم الذباب، ومن ثم لا يقترب من الملوك، وعلى الرغم من تصديق كثيرين لهذه الرواية، فإنها كاذبة ولم تحدث إطلاقًا، بحسب توضيح الدكتور عماد مهدي، عضو اتحاد الأثريين المصريين.

«ده طبعًا كلام مغلوط وعاري تمامًا من الصحة»، بحسب حديث «مهدي» لـ«الوطن»، وأن النصوص المصرية القديمة توضح كيف كان الملوك الفراعنة والمصريون القدماء يعاملون العبيد والخدم معاملة خاصة تنم عن الاحترام والإنسانية: «المجتمع المصري القديم كان مجتمع راقي جدًا وفيه أخلاق مش موجودة في العالم لحد النهارده».

ممارسة رياضة شديدة الوحشية

كما قيل عن المصريين القدماء إنهم اعتادوا ممارسة رياضة شديدة الوحشية، تتمثل في صراع مجموعة من المنافسين داخل عدد من القوارب في بحيرة ممتلئة بالتماسيح، ويحاول كل متنافس إسقاط الآخرين، ومن يبقى فوق قاربه للنهاية يصبح الفائز، وهي رواية أخرى كاذبة وتعد بمثابة افتراء على مبادئ المصريين القدماء الطيبة والمتعقلة حتى في ممارسة ألعاب القوى، بحسب «مهدي».

وما يؤكد سمو قيم المصريين القدماء في ممارسة الألعاب والأنشطة الترفيهية، أنهم عند ممارسة رياضة التحطيب، كان كل متنافس يمسك العصا بإحدى يديه، ويضم قبضة الأخرى مع إبقائها مفرودة للأسفل؛ لضمان عدم استخدامها في الصراع بشكل لا إرادي، وهو ما أظهرته اللوحات المرسومة على جدران المتاحف والمقابر.

إرسال الجواري للخارج

من الروايات التي نُسجت عن المصريين القدماء ومثلت افتراءً على الملوك الفراعنة أيضًا هي إرسال جوارٍ للخارج، ربما إرضاءً لملوك آخرين أو تقربًا من باقي الشعوب، إلا أنها رواية خاطئة تمامًا، بحسب تأكيد «مهدي»، الذي أوضح أنه قديمًا كان يُمنع زواج المرأة المصرية من رجل أجنبي، إلا في حال الزواج السياسي، أي زواج أميرة مصرية من ملك أجنبي؛ توطيدًا للعلاقات: «موضوع بيع الجواري أو إهدائهم ده لم يحدث إلا فى حالة واحدة وهى السيدة هاجر، ولم تكن جارية بل سيدة مصرية حرة تزوجت من نبى الله إبراهيم لعلم المصريين وإيمانهم بدعوة إبراهيم وصدقها».

تقديم القرابين البشرية للنيل

وعلى الرغم من تداول الروايات السابق ذكرها بشكل كبير، إلا أن رواجها لم يكن واسعًا مقارنة برواية أخرى أشد كذبًا وافتراءً وما زال كثيرون يتبادلون الحديث عنها كما لو كانت شيئًا مفروغًا من صحته، وهي رواية التضحية بإحدى الفتيات خلال الاحتفال بوفاء النيل؛ إذ نفى «مهدي» كل ما قيل في هذه القصة، موضحًا أن هذه الكذبة تم اختلاقها في إحدى العصور الإسلامية القديمة، وأن احتفال المصريين القدماء بفيضان النيل كان يقتصر على سير المراكب المزينة في المياه، مع إلقاء الدمى والورود وزهور اللوتس: «المصريين القدماء لم يقدموا قرابين بشرية للنيل، هما كانوا بيحترموا النبات والحيوان والبيئة، فما بالك بالإنسان؟».


مواضيع متعلقة