«حكومة نتنياهو» تحرق أغصان الزيتون
(«حكومة نتنياهو» متطرفة بامتياز)، قالها الرئيس الأمريكى جو بايدن، وكررها زعيم المعارضة الإسرائيلى لائيد لابيد، وتصرفاتها تؤكد -بما لا يدع مجالاً للشك- أنها حكومة لا تعرف طريق السلام ولن يتحقق أى سلام على يدها ولن يكون هناك سلام فى الشرق الأوسط طالما هذه الحكومة موجودة، الرأى العام الإسرائيلى غاضب من معظم وزرائها، الإعلام الإسرائيلى أصبح مُنتقداً لها بصفة دائمة، الكنيست الإسرائيلى مُنقسم على نفسه والصراعات بداخله تشتد بطريقة توحى بأن هناك أمواجاً آتية وتغييرات جديدة وتحالفات قادمة لا محالة.. كل هؤلاء هدفهم الأول والأخير التخلص من هذه الحكومة وإحداث انفصال ضرورى وحتمى بين نتنياهو ووزرائه المتطرفين وإفشال تحالفه معهم.
جاءت «حكومة نتنياهو المتطرفة» بالخراب على المنطقة العربية، حكومة تجُر شَكَل الجميع وتُعادى الجميع ولا تريد العيش فى سلام بل ترفع السلاح وتضع يدها -بصفة مستمرة- على الزناد لإطلاق النيران هنا وهناك، حكومة تَعَدَّت كل الأعراف الدولية واخترقت كل المواثيق الدولية وقتلت الأطفال دون أن يرتجف لها جفن، حكومة احتلال تُريد إبادة شعب بأكمله وسرقة أرضه ومحو تاريخه وتتنصل من كافة الاتفاقيات التى وَقَّعَتها من قبل، حكومة احتلال ورغم ذلك تعيش فى دور «الضحية» لدرجة أن وزراءها المتطرفين هاجموا «أنطونيو جوتيريش» الأمين العام للأمم المتحدة ولم تَسلَم منهم (منظمة الأونروا) وهاجموها وشَهّروا بها ويطالبون بخروجها من قطاع غزة ومنعوا عنها التمويل وحرّضوا عدداً كبيراً من الدول الأوروبية على عدم تمويلها.
«حكومة نتنياهو» ليست متطرفة فقط، هى كاذبة -أيضاً- وادعاءاتها كاذبة وتُناقض نفسها فى قراراتها، فى البداية طالبوا بترحيل أهالى شمال غزة إلى الجنوب فى (خان يونس ورفح).. وبعد ذلك قالوا: سنقوم بعمليات عسكرية فى (خان يونس) ونطالب أهالى (خان يونس) بالذهاب إلى (رفح)، والآن هددوا بعمليات عسكرية فى (رفح).. (رفح) التى كان عدد سكانها (٢٨٠) ألف نسمة والآن تكتظ بالنازحين الذين جاءوا إليها من شمال غزة ووصل عدد سكانها الآن إلى ما يقرب من (١٫٣) مليون، حكومة نتنياهو تستهدفهم وتهددهم وهُم عُزل وليس لهم ذنب ولا يملكون إلا (خيمة) تحميهم من برد الشتاء القارص.. حكومة تقتل الفلسطينيين -عن عمد- بالصواريخ الفسفورية الحارقة، وتضرب المستشفيات.
«حكومة نتنياهو» تتسبب فى زيادة حدة الصراع وتوسيع نطاقه فى منطقة الشرق الأوسط، حكومة تعيث فى المنطقة فساداً وإفساداً، وللأسف الشديد تجد من يحميها بإعلان حق الفيتو فى الأمم المتحدة لعدم إدانتها على جرائمها التى لا تُخفيها عين ولا يُنكرها عقل ولا يرضاها ضمير.. «حكومة نتنياهو» بأفعالها وجرائمها وتصريحاتها ووزرائها وتماديهم فى التطرف وبكل ما يفعلونه من قتل للشعب الفلسطينى هى (حكومة تحرِق أغصان الزيتون)، تريد تحقيق أطماعها المُعلنة وتستولى على الأراضى الفلسطينية وتريد توسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين، حكومة تضم وزراء (سموتيرتش وبن غفير وآيزنكوت وجيلا جملائيل وإلياهو) الذين يتسابقون فى التحريض والعداء للفلسطينيين.
والسؤال الذى يتبادر فى الأذهان: إلى أين تأخذ «حكومة نتنياهو» منطقة الشرق الأوسط؟ بالتأكيد هناك كثير من المحللين الذين يتنبأون باشتعال الموقف أكثر فى عِدة جبهات، (الصراع) امتد إلى أكثر من جبهة وأكثر من ميليشيا وأكثر من قضية وأكثر من مضيق وأكثر من دولة وأكثر من قوة دولية.. هو (صراع) مُصطنع لخدمة أهداف إسرائيل وباستخدام أدوات عديدة، (صراع) غير مُتكافئ تتدخل فيه قوى دولية كبرى لتنفيذ أجندة مُعَدة سلفاً، (صراع) يهدف للقضاء على فلسطين ومَحوها من على الخريطة بعد تهجير شعبها وتشريده وتفريقه وتشتيته وإنهاء قضيته دون رَجعة.. لكن إرادة الله فوق الجميع.